الكيان الصهيوني ولعنة الإرهاب العالمي
لم يعد بإمكان الكيان الصهيوني إخفاء جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل التطورات التكنولوجية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل الحدث لحظة بلحظة، وتنقل آخر الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا ومؤسساته الإعلامية، وبحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، حيث لا تتورع (إسرائيل) عن مواصلة جرائمها الإرهابية ضاربة بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وقد شهدت الأيام الماضية سلسلة أعمال ارهابية صهيونية تمثلت تنفيذ أعمال قتل بحق العشرات من الشباب والفتية الفلسطينيين، ومواصلة ملاحقة واعتقال الأطفال، كما شن الكيان الصهيوني حربا بلا هوادة على الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، معتبرا إياها الخطر الأكبر على (إسرائيل)، وقامت سلطات الاحتلال بإغلاق مؤسسات الحركة الاجتماعية والخيرية والثقافية، وفرض الحظر عليها، وملاحقة قيادتها وأبنائها؛ ولم تقتصر هذه الاعمال الإرهابية على أراض 48 بل كما قامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية في الضفة المحتلة وتكثيف هجماتها على الخليل، واعتقال عدد من الصحفيين والاعتداء عليهم.
إن الأعمال الإرهابية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين غيرت ملامح الصورة (الوردية) التي تحاول دوما وزارة الخارجية الصهيونية رسمها عن الكيان، والتسويق الدولي لصورته بأنه يحترم الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ لكن في ظل ما يحدث من جرائم صهيونية يومية ضد الإنسانية لم تعد الدبلوماسية (الإسرائيلية) قادرة على مخاطبة العالم الخارجي والشعوب الأوربية على وجه الخصوص، ولم تعد قادرة على مسح مشاعر الكراهية للصهاينة و(إسرائيل)؛ وقد شاهد العالم مقاطع فيديو لتعذيب الأطفال الفلسطينيين ومحاكمتهم والتحقيق معه بعنف دون أن تحرك مؤسسات حقوق الإنسان سكانا، حتى أن مناسبة يوم الطفل العالمي مرت دون أن يعلو صوت دولي وحقوقي يطالب الكيان الصهيوني بالإفراج عن كافة أطفال فلسطين ووقفه جرائمه العنصرية بحقهم .
إن ما يبث اليوم عبر وسائل الاعلام عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وأعمال القتل، والتعذيب وتدمير للمنازل والممتلكات؛ يمثل نسبة قليلة لا تذكر مع مسلسل الجرائم الصهيونية بحق شعبنا منذ عام 1948م، بل إن ذاكرة التاريخ الدولي والأممي تسجل المئات المئات من الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين بدءً من جرائم حرب عام 48 وتدميرها للمدن والقرى الفلسطينية وتشريدها لحوالي 800 ألف فلسطيني وقتلها الآلاف وانتهاءً بجرائم اليوم بحق أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده على التراب الفلسطيني.
ويتساءل الكاتب ماذا يصنف المجتمع الدولي (إسرائيل) عندما تعتقل (3400) فلسطينيا خلال هذا العام، حسب ما كشف عنه تقرير صدر عن الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، كما كشف التقرير عن تصاعدت الجرائم الإسرائيلية بحق المقدسين حيث اعتقلت حوالي (189) امرأة مقدسية هذا العام وأصدرت أوامر إبعاد عن القدس في العشرات من المقدسين.
إن الكيان الصهيوني يمارس يوميا الإرهاب العالمي بكافة وسائله وأشكاله، دون حسيب أو رقيب، فضلا عن جرائم التهويد والسرقة بحق الأرض الفلسطينية، الأمر الذي دفع الرئيس البوليفي لاتخاذ قرارات شجاعة تقضي بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، حيث أعلن مؤخرا عن مقاطعة الكيان الصهيوني واصفا الدولة العبرية إياها بـــــ دولة الإرهاب العالمي، كما قررت بوليفيا منع دخول (الإسرائيليين) إليها إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول من الحكومة البوليفية.
ويشعر الكاتب أمام الموقف البوليفي الشجاع بالأسى على الكثير من الدول العربية التي لم تعلن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإغلاق سفارات الكيان، ووقف التعامل نهائيا مع الصهاينة، كما أدعو جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف قوي وشجاع يقضي بالإعلان صراحة عن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإغلاق مكاتبه التجارية وسفاراته في العديد من الدول العربية .
والسؤال الهام هنا كيف يواجه الكيان الصهيوني العالم الحر ومؤسسات حقوق الإنسان وهو بحوزته (115) رأسا نوويا بحسب دراسة أمريكية حديثة أجراها المعهد الأمريكي للعلوم والأمن الدولي، كما أن الكيان الصهيوني أصبح بمقدوره إنتاج 90 إلى 290 قطعة سلاح نووي، وأن الكيان اكتفى فقط بإنتاج (115) رأسا نوويا حسب الدراسة؛ والسؤال الآخر أليس النووي (الإسرائيلي) يمثل أكبر تهديد للأمن الدولي والعالمي بأسره ؟؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه عندما تمتلك (إسرائيل) الكيان المارق- سلاحا نوويا متطورا يمكنه بدقائق قليلة تدمير المئات من المدن والقرى وقتل الآلاف من البشر.. أليس هذا يستحق موقف دولي صارم تجاه ما تملكه (إسرائيل) من رؤوس نووية مدمرة ؟؟ أم أن المجتمع الدولي له نظرة أخرى في ذلك ؟؟.
إن (إسرائيل) اليوم تفرض مقاطعة على مؤسسات الحقوقية والنشطاء الدوليين وتمنعهم من الدخول إلى المدن الصهيونية وذلك لأنهم يعلنون رفضهم للجرائم الإسرائيلية ودعمهم لمقاطعة الكيان، وبهذا الخصوص أقرت الكنيست (الإسرائيلي) مؤخرا قانونا يحظر دخول النشطاء الدوليين الذين ينادون بمقاطعة الكيان إلى المدن الصهيونية لأي غرض حتى السياحة.
لقد غضب المجتمع الدولي جراء الهجمات الإرهابية على فرنسا، ولم نسمع صوتا للمجتمع الدولي عندما أحرق الصهاينة عائلة الدوابشة الفلسطينية، وأحرقوا الطفل محمد أبو خضير، ولم نسمع غضب العالم أمام الإرهاب الصهيوني المستمر بحق شعبنا، و أمام مشاهد قتل الأطفال الفلسطينيين وتقطيعهم أشلاء، ولم نسمع العالم يغضب لقتل أطفال سوريا وهم يقتلون ويذبحون في كل ساعة، فليخبرنا المجتمع الدولي من هو الإرهابي في عصرنا الحديث ..؟؟
إلى الملتقى ،،