روسيا وتركيا تقتربان من الحرب

عدو امريكا واوروبا الاول هو روسيا وتأتي تركيا في المرتبة الثانية رغم انها عضو في حلف الناتو . واذا صحت التقارير التي تؤكد ان الجيش التركي ملزم بالتنسيق مع واشنطن قبل التحرك لاسقاط اي هدف فان قصة الكمين الجوي الذي افتعلته انقرة لايجاد منطقة امنة في سورية قد انقلب عليها وبالا ونشرح ذلك بالاتي :
> جميع المحللين السياسيين يؤكدون ان موسكو سترد على اسقاط طائرتها بالطريقة المناسبة وتنتظر لحظة ما او خطأ تركي ما لتقوم باسقاط مقاتلاتها فورآ دون الذهاب لحرب شاملة . هذا السيناريو هو الاقرب الى الواقع في ظل دعوات التهدئة التي صدرت من العواصم الاوروبية التي تتابع الاحداث.
> الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عنيد وصلب ولا يقبل ابتلاع الاهانة من تركيا او اي دولة اخرى , وقد رفض الرد على اتصالات نظيره رجب اردوغان وطالبه باعتذار وتعويضات, وجاءه الرد من وزير الخارجية التركي شاويش اوغلو بالتعبير عن الاسف وان بلاده لم تكن تعلم ان الطائرة روسية رافضا الاعتذار ولهذا فانه (اي بوتين ) سيرد بعملية محدودة , وانه اصدر اوامره بتكثيف الغارات على جبل التركمان الذي تعتبر انقرة سكانه اتراك وبحمايتها .
> روسيا وتركيا بعد اسقاط الطائرة الروسية دخلتا في حرب غير معلنة فالعقوبات الاقتصادية الروسية وقطع الاتصالات الامنية ونشر منظومة اس 400 في سورية الى جانب ارسال الطراد موسكو الى اللاذقية ... هذه الاجراءات وغيرها تشي بان الرد الروسي قد يقابله رد تركي وان ذلك سيكون شراره الحرب التي جرى التخطيط لها منذ سنوات ولاهداف استراتيجية امريكية واوروبية بعيدة تتمثل في انهاك العدوين لهما موسكو وانقرة .
> احد المحللين الامريكيين سبق له وان طالب بتجميد عضوية تركيا في حلف الناتو وذهب اعضاء بالكونغرس الامريكي حين اغارت السفن الاسرائيلية على الاسطول التركي بالمياه الدولية بالمتوسط الى المطالبة بعزل انقرة ومحاسبتها على جرائهما ضد الارمن وهذا اكله يشي بان اندلاع اي حرب سيتبعه اعلان من الناتو بان الحرب التركية الروسية ليست حربنا وانه تقرر تعليق عضويتها لاسباب سياسية .
> تركيا تبالغ كثيرآ في حمايتها وعضويتها وعلاقاتها مع اوروبا وامريكا فهذه المنظومة الامنية والسياسية ترى فيها مطية لاهدافها ولا تقبل ان تنساق خلفها لمصالحها ضد روسيا . والتجارب السابقة للامبراطورية العثمانية مع الفرنسيين والانجليز خير شاهد على ما نقول فالحروب يجري الاعداد لها والنتائج يجري ترتيبها والمصلحة بالدرجة الاولى يجب ان تكون لخدمة المخطط والموجه وهو واشنطن دون سواها , ولهذا يمكننا القول ان الكمين التركي للطائرة الروسية قد يكون كمينا امريكا لها لايقاعها في حرب طويلة الامد مع دولة عظمى لا تقوى على مواجهاتها او الانتصار فيها . فالدعم العسكري وحتى المالي الغربي لها هو من باب المصلحة الاستراتيجية لامريكا واوروبا وليس المصالح المتبادلة.
واشنطن ومعها اوروبا ومن الخلف اسرائيل يتطلعون الى حرب اقليمية محدودة بين روسيا وتركيا لانهاكهما اقتصاديا وامنيا, وهزيمة الطرف الضعيف سوف يتبعهما اجراءات اخرى قد تكون اقامة دولة للاكراد . فالفتنة الجوالة والتصريحات السياسية تؤكد ان حادثة اسقاط الطائرة الروسية لن تمر بسلام وانها الشرارة التي ستفجر الحرب بالاقليم .
(المصدر: الديار الأردنية 2015-11-27)