المفتاح السحري

الأوضاع في العراق على ما هي عليه، ولا جديد عليها يغير من مسار الأحداث، وهي على ثبات أساسه الحكومة، البرلمان، داعش، المالكي، السنة والشيعة، كما ان الأدوات نفسها لجهة التفجيرات وتبادل القتل وسرقة أموال النفط. غير ذلك، العامل الدولي نفسه وليس في الأفق جديد يبشر لاستقرار العراق أبدا.
الأزمة اليمنية مفتوحة على استمرار وليس أي هدوء باعتبار إصرار مجموعة هادي المسنودة من قوات التحالف وقراراتها بالحسم نصرا وتحرير تعز واستعادة صنعاء، ودحر الحوثيين وقوات صالح، ولا يبدو الامر ممكنا أبدا، طالما كل ما تم حشده للسيطرة على تعز وحدها لم يفلح بالتقدم مجرد متر واحد.
الليبيون على حالهم والانقسام بينهم سيد الموقف ولا متغيرات على ما في طرابلس وبنغازي وسرت وطبرق وكل المدن الليبية سوى قلة الأنباء عن حفتر، وفيما عدا ذلك كما هو وبذات السوية والأداء منذ سقوط القذافي، ولا يلوح بالافق بوادر لنهاية حتى الان.
المتحرك الابرز يوميا هو التطورات في سوريا التي لا تحدث متغيرات، وهذا أغرب ما في الأزمة ويثير الحيرة تارة وفي اخرى الريبة. ورغم وصول الانفعالات التبادلية حد الصدام الدولي بين تركيا وروسيا الا ان التمعن يقضي الى استقرار الحال السوري على استمرار للمواجهات غير الموصلة الى حل أو حسم، والوضع يعني استمرار ما هو قائم دونما آفاق جدية كما كان متوقعا او مأمولا، ويمكن القول ان الاطراف المتقابلة كل يقف في مكانه حتى الآن ولا إضافات لأحد.
أكثر ما يثير الحزن والشفقة من مجمل أحداث المنطقة منظر محمود عباس وهو يستقبل يوم امس جون كيري، اذ بدا مهزوما تماما، ليس من الداخل وحسب وانما بمظهره الخارجي المستسلم فاقد الحيلة بطريقة سلامه وجلوسه، والحيرة التي لفت كيانه ملابسا ووجها بلا اي تعبير يشي أنه رئيس حقا لأي أمر ما. ورغم الجمود في مسار أزمات المنطقة لتستمر على حالها تبقى المسألة الفلسطينية الاكثر وجعا، لأنه من عندها تماما تبدأ الحلول، وليس هناك من يعمل من أجل ذلك.
(السبيل 2015-11-29)