حكومة "نكد العيش"!

تم نشره السبت 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 02:12 صباحاً
حكومة "نكد العيش"!
حسن احمد الشوبكي

ليست بداية جيدة تلك التي سلكتها حكومة د.عبدالله النسور في مستهل عامها الرابع. فرفع سعر أسطوانة الغاز بمقدار نصف دينار، وزيادة رسوم ترخيص السائقين والمركبات بأثر رجعي، سينتجان واقعا صعبا جديدا، يضاف إلى مستوى الغلاء الراسخ في الحياة الاقتصادية قبل هذين القرارين، وبما يجعل قدرات التحمل لدى جمهور المستهلكين في حال معقدة.
عشرات السلع والخدمات أقدمت الحكومة على رفع أسعارها بنسب عالية، بحيث يبدو أنها ليست معنية بآثار ما تفعله على شرائح واسعة من الشعب، وبحيث تزيد تلك السياسات والقرارات من نكد العيش على الأردنيين كافة.
توقيت القرارات عجيب أيضا. فمن جهة، تبحث الحكومة في التعداد الذي تجريه عن معلومات اقتصادية في غاية الأهمية لاسناد التخطيط الاستراتيجي المقبل. وبالتزامن مع ذلك ترفع الحكومة سعر اسطوانة الغاز وترخيص السائقين والمركبات، ما ينتج سلبية جديدة في العلاقة الهشة بين الحكومة والشارع. فثقة الرأي العام بالحكومة في أدنى مستوياتها بعد سياسات اقتصادية طالت جيوب المواطنين وعززت من الجباية، فكيف ستحصل الحكومة على نتائج دقيقة وثرية في ظل هذا الجو المحتقن بينها وبين المواطنين؟
في الاتجاه الآخر، تبدو الحكومة أيضا معزولة، لا تدري بما يحيط بها في الواقع على الأرض! ففي بيوت الأردنيين التي تضج بالشكوى والمرارة، يعني رفع سعر أسطوانة الغاز نصف دينار عبئا ثقيلا على رب أسرة ينفق على دراسة اثنين من أبنائه في الجامعة، وراتبه لا يتجاوز 500 دينار. وفي مواقع التواصل، تتصاعد حالة الغضب ضد ما تفعله الحكومة، عبر رسائل ومواقف لا لمعارضين، بل لشخصيات من صلب الدولة.
حتى مجلس النواب الذي يتفاجأ بقرارات الرفع دوما، شأنه شأن رجل الشارع، عبر عن غضب -متأخر كالعادة- تجاه ما تفعله الحكومة، فوقع 73 نائبا عريضة لطرح الثقة بحكومة د. النسور. غير أنني أشك في قدرة المجلس على الإطاحة بالحكومة، فالخبرات السابقة لردات فعل المجلس كشفت لنا ضعفا وذرا للرماد في العيون حيال التعامل مع الملفات السياسية والاقتصادية الكبرى ذات الصِّلة بعيش المواطن ومستقبله.
بقناعة ليست مبنية على الانطباعات، وإنما على الأرقام والمؤشرات والقرارات، أستطيع القول ان الحكومة الحالية فشلت في سياساتها الاقتصادية فشلا ذريعا، وأنها في عزلة حقيقية عن الشعب الأردني. وهي تتسبب بكل يوم إضافي في عمرها بنكد عيش يصعب الشفاء منه أو تجاوزه.

(المصدر: الغد 2015-12-05)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات