أموال البنوك ليست فائضة

تم نشره الأحد 06 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 12:45 صباحاً
أموال البنوك ليست فائضة
د. فهد الفانك

تقول أرقام البنك المركزي ، وتنقل عنها الصحف ، أن الأموال (الفائضة) لدى البنوك والمودعة لدى البنك المركزي تبلغ حوالي ثلاثة مليارات من الدنانير.

يبدو هذا المبلغ كبيراً جداً ، ويعتقد البعض أنه يمثل رأسمال معطلاً ، ويتقدم عدد من ذوي الافكار (الخلاقة) بمطالبة البنوك بتوظيف هذه الأموال الفائضة في استثمارات مجدية بدلاً من تعطيلها في خزائن البنك المركزي!.

يذكر أن مجموع الودائع لدى البنوك التجارية يناهز 35 مليار دينار ، وأن البنوك تحتفظ بسيولة جاهزة ، يسميها البعض أموالاً فائضة ، قدرها ثلاثة مليارات من الدنانير ، أي أن السيولة المعدة لمواجهة سحب ودائع أو تقديم قروض وتسهيلات جديدة تقل عن 10% من الودائع وهي نسبة ليست عالية بأي مقياس ، ولا يجوز السماح لها بالهبوط دون هذه النسبة ، وبالتالي فإن المليارات الثلاثة لازمة وليست فائضة.

يستكثر أصحاب الاقتراحات أن يبقى عند البنوك سيولة جاهزة لتلبية طلب المودعين والمقترضين ولو كانت تقل عن 9% ، ومن هنا يقدحون زناد أفكارهم في اقتراح وسائل وأدوات استثمار هذه المبالغ الطائلة بشكل أو بآخر.

مدراء البنوك ليسوا من السذاجة بحيث ينظروا إلى هذه الاقتراحات نظرة جادة ، وما يعنيه ذلك من إضعاف المركز المالي لبنوكهم ، الذي تقاس قوته بسيولتها وجودة تسهيلاتها.

من واجب البنوك أن تحتفظ بسيولة جاهزة ، ليس من قبيل الأمان فقط ، بل للضرورة العملية أيضاً ، ففي المملكة نحو 800 فرع بنك في كل منها صندوق أو عدة صناديق ، وهناك حوالي ألف جهاز صراف آلي تودع البنوك في كل صندوق أو جهاز مبلغاً كافياً لتأمين مسحوبات المودعين ، وتحسب هذه المبالغ في ميزانية البنك كنقد في الصندوق ، ولكنها ليست أموالاً معدة للإقراض أو الاستثمار.

لا يجوز أن يغيب عن البال أن سيولة البنوك المحتفظ بها لدى البنك المركزي ، والتي توصف خطاً بالفائضة لا تعود لجميع البنوك بالتساوي أو بنسبة حصتها من السوق ، فالجزء الأعظم منها يعود لبنكين اثنين فقط ، لهما سياسة راسخة تعتمد على الاحتفاظ بسيولة عالية تجعل البنك آمناً ، وقادراً على تلبية طلبات المودعين الكبار بدون تردد ، وتقديم قروض كبيرة للمستثمرين المؤهلين، فضلاً عن الجهوزية لدعم فروعها في الخارج إذا تعرضت للضغط.

السيولة الكافية أهم عوامل الثقة بالبنك وهي رأسماله.

(الرأي 2015-12-06)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات