في 2014 .. 23 وفاة و307 إصابات سببها المدافئ
المدينة نيوز - : رغم ارشادات وتحذيرات الجهات المعنية باستخدام المدافئ، إلا أنه ما يزال عدد من المواطنين يستخدمونها بطريقة خاطئة، ما يزيد من حوادث الاختناق التي بلغت وفق إحصائيات الدفاع المدني للعام الماضي 190 حادثاً أدت الى 23 وفاة و307 إصابات.
وتقول أم محمد، انها اشترت مدفأة كهربائية على أساس انها آمنة وموفرة للطاقة لكن بعد تشغيلها لمدة ثلاث ساعات متوالية، حدث تماس كهربائي نتيجة خلل فني في المدفأة، تسبب في احتراق الغرفة ووفاة ابنتيها اللتين كانتا نائمتين فيها.
الناطق الرسمي ومدير الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني العميد الدكتور فريد الشرع قال "رغم الإرشادات والتحذيرات التي تقوم بها مديرية الدفاع المدني، إلا أنه ما تزال أعداد حوادث الاختناق الناتجة عن سوء استخدام هذه المدافئ بتزايد مستمر".
وأوضح أن إتباع الطرق السليمة والصحيحة في كيفية تشغيل المدافئ وإطفائها أو تزويدها بالوقود، واتباع إجراءات احترازية يجنب وقوع الحوادث، مؤكداً على أهمية إجراء الصيانة الدورية اللازمة للمدافئ، والتأكد من عدم وجود "انثناءات أو تشققات" بالخرطوم الواصل بين الاسطوانة والمدفأة بالنسبة لمدافئ الغاز، والتأكد من سلامة الأسلاك الكهربائية بالنسبة لمدافئ الكهرباء بحيث تكون الأسلاك غير تالفة أو معراة.
وبخصوص مدافئ الكاز أشار الى وجوب عدم القيام بتزويدها بالوقود وهي مشتعلة، إضافة إلى عدم وضع الأواني المملوءة بالماء عليها أو استخدامها للطهي أو تسخين الماء، لأن ذلك قد يؤدي إلى سقوطها وتعريض المحيطين بها لخطر الإصابة بالحروق، كما يجب مراعاة أن تكون المدافئ بعيدة عن الأثاث لمسافة مناسبة، وعدم تمرير الأسلاك الكهربائية فوقها أو بالقرب منها وعدم اللجوء إلى تجفيف الملابس عليها.
ويلفت إلى أن العديد من المواطنين يلجأون إلى استخدام مدافئ الحطب لغايات التدفئة، الأمر الذي قد يؤدي إلى إحتمالية وقوع حوادث الاختناق بشكل كبير؛ نتيجة لطبيعة الوقود المستخدم كالحطب ومادة الجفت، منوهاً إلى أن استخدام مثل هذا النوع من المدافئ ينتج عنه كميات كبيرة من الدخان وغازات أول وثاني أكسيد الكربون، ويحتاج ذلك إلى تهوية المنزل بشكل جيد بين الحين والآخر، وإطفائها قبل النوم لضمان عدم التسبب بالاختناق، داعياً المواطنين إلى ضرورة مراقبة أطفالهم وعدم السماح لهم باللعب بالقرب من المدافئ بمختلف أنواعها.
ويحذر الشرع من ترك المدافئ مشتعلة أثناء النوم، موضحاً بأن أي مادة كيماوية تحتاج في عملية احتراقها إلى الأكسجين، وفي حال عدم وجود التهوية المناسبة في المنزل يؤدي ذلك إلى نقص كمية الأكسجين فيه، وتبدأ هذه المواد المشتعلة بإنتاج غاز أول أكسيد الكربون الذي له القدرة على الاتحاد مع (هيموجلوبين) الدم، ما يؤدي إلى تشبع الجسم بهذا الغاز، الذي يتسبب بضعف عام في عمل وظائف الجسم دون أن يشعر الشخص بذلك، ما يؤدي إلى ضيق في عملية التنفس والتسبب بالوفاة.
ويؤكد مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية الدكتور حيدر الزبن أن موظفي المؤسسة موجودون في جميع مراكز الجمرك، ويقومون بالكشف على كل البضائع المستوردة ومنها المدافىء، وأن المؤسسة تتبع نظام تصنيف في ذلك وهو (أكثر خطورة، خطرة، أقل خطورة)، حيث يتم تصنيف المدافىء التي تعمل على الطاقة الكهربائية والمحروقات بالأكثر خطورة. وحول إمكانية دخول مدافىء أو أجهزة كهربائية تتستخدم للتدفئة إلى الأسواق بطرق غير قانونية، يشير الزبن أن المؤسسة تتبع برنامجاً لمسح الأسواق، حيث يتم زيارة مختلف المحلات الكبيرة والمتوسطة والتأكد من بطاقة البيان الجمركي لمعرفة مرورها على الفحص ، وفي حال كانت هذه المحلات اشترت البضاعة من شركة أخرى يتم متابعتها للوصول إلى البيان الجمركي، وإذا كانت مخالفة ودخلت الأسواق بطرق غير قانونية يتم سحب البضاعة وإعادة شحنها لمصدرها.
ويذكر الزبن أنه منذ بداية هذا العام ولغاية الآن، ضبطت مؤسسة المواصفات والمقاييس 3347 صوبة كهرباء، و 1340 صوبة كاز، و 100 صوبة غاز وأعادت تصديرها لبلد المنشأ، كما تم إتلاف نحو 40 صوبة كاز.
ويشير الرئيس التنفيذي لشركة مصفاة البترول الاردنية المهندس عبد الكريم علاوين إلى إصدار وتوزيع نشرة توعوية فيما يخص ارشادات التعامل الآمن مع اسطوانات الغاز المنزلية، اشتملت على كيفية التعامل السليم والآمن معها، والتأكد من وزنها والختم البلاستيكي المثبت على صمامها وطرق فحص الصمام واجراء التفقد الدوري لخرطوم الغاز واجراءات السلامة عند اكتشاف تسرب للغاز داخل المنزل. وأوضح أن سوء التداول والاستخدام والتخزين الخاطئ للاسطوانات المنزلية من قبل بعض موزعي الغاز والمواطنين قد تؤثر على صلاحيتها للتداول والسلامة العامة، فمنها ما يكون على شكل "انبعاجات" او "ضربات حادة" في جسم الاسطوانة، ومنها ما يكون بإزالة جزء من دهان الاسطوانة مما يجعل جسمها عرضة للصدأ ، ومنها ما يكون على شكل ضربات على جسم الصمام ما يؤدي الى احتمال تلف الصمام او تسرب الغاز منه وبالتالي امكانية حصول حوادث، كما ان نقل الاسطوانات بشكل خاطئ مثل وضعها بشكل افقي او بشكل مقلوب رأسا على عقب سيؤدي الى تلف الاجزاء الداخلية للصمام.
وأشار الى أنه يتم تحويل آلاف الاسطوانات للشطب سنويا، وذلك لعدم صلاحيتها للتداول والإستخدام، كما يتم استبدال الصمامات التي تظهر الفحوصات عيوباً فيها، مضيفاً بأن هناك لجنة متخصصة تقوم بشطب الاسطوانات التي تنطبق عليها شروط الشطب.
وقال أستاذ الطاقة المتجددة في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد السلايمة "تشير دراسة في مجال احتساب كمية استهلاك الطاقة في المنازل الى اهمية تصنيف المباني والشقق والمنازل ضمن تصنيفات استهلاكها للطاقة ونسبة توفير الطاقة فيها، وذلك من خلال استخدام مواد لحفظ الطاقة كالعزل الحراري ، ومدى الشعور بالارتياح الحراري".
ويبين أن أفضل وسيلة للتدفئة هي التي توزع الحرارة بانتظام وبشكل متوازن داخل الغرفة، وبالرغم من تكلفتها العالية الا انها تعتبر من وسائل التدفئة الآمنة، مع الاخذ بعين الاعتبار السيطرة على التدفئة المركزية من خلال اغلاق الصمامات في حال عدم الوجود في الغرفة، ومن الافضل تركيب "ترموستات" التي تغلق الصمام مباشرة في حال وصول درجة الحرارة الى 22 درجة مئوية.
واعتبر الخبير الإقتصادي والسياسي زيان زوانه أن وسائل التدفئة التي يستخدمها المواطن تتحدد بدخل الأسرة، مبيناً أن كل شريحة إجتماعية تختار ما يتناسب ووضعها الإقتصادي بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن الأسرة التي دخلها جيد نسبياً تراعي السلامة العامة في استخدامها لوسائل التدفئة بشكل جيد، والأسرة التي دخلها منخفض نسبياً تراعي السلامة العامة بشكل متدن أو ضعيف، مؤكداً أن المواطن عادة ما يلحق الكلفة المالية في استخدامه لوسائل التدفئة بوجه عام.
ويشير الى أن المواطن أصبح يتجه نحو تقنين عمليات التدفئة لتتناسب وامكانياته المعيشية، كما أصبح يستخدم العديد من وسائل التدفئة التي تعمل على (الكهرباء أو الديزل أو الغاز) بحسب الظروف الجوية التي يعيشها، مبيناً أن تنوع هذه الوسائل وتفاوت أسعارها أدى لدخول (صوبات) قد تكون متدنية الجودة نسبياً، ولكن يزداد الطلب عليها لزهد ثمنها.(بترا)