الطفيلة: الإهمال يقلل عدد الينابيع من 365 إلى 60
المدينة نيوز : - طالب مواطنون في مناطق بمحافظة الطفيلة، بصيانة ينابيع المياه التي يعتمد عليها نظام الري وتشكل الشريان الرئيس لري بساتين الزيتون والأشجار المثمرة المختلفة الأنواع، ويعتمد عليها نظام الري بشكل أساس.
وأشاروا إلى أن تلك الينابيع كانت تشكل مصدرا لمياه الشرب لكافة سكان الطفيلة قديما حتى ثمانينيات القرن الماضي، وباتت تتعرض لأشكال من التلوث والاعتداء عليها.
وأكدوا أن 365 نبع ماء تتدفق منها المياه العذبة، تراجعت أعدادها إلى أقل من 60 نبعا، لأسباب تتعلق بالجفاف الذي عانت منه مناطق الطفيلة لعقود مضت، كما أن إهمالها وعدم صيانتها شكل عاملا آخر في تراجع أعدادها، وتعرضها للتلوث، خصوصا وأن مشاريع الحماية أثرت بشكل سلبي على تدفقها.
وقال المزارع محمد سالم إن ينابيع المياه في قرى السلع والمعطن والنمتة باتت معطلة وتراجعت كميات تدفق المياه فيها، لأسباب تتعلق بسنوات الجفاف المتتالية، إلا أنها تظهر غزيرة بين الحين والآخر عند تساقط الأمطار والثلوج بشكل كثيف، وتحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة.
وبين سالم أن ينابيع المياه كنبع المور والسلع وعين العبد والجهير وسلحا والمئات من الينابيع التي ظلت لفترات طويلة دون صيانة، علاوة على تعرضها للتلوث، جراء نتيجة الإهمال والتعدي عليها من قبل البعض ممن يستغلونها في غسل الصوف وري المواشي منها بشكل غير صحي.
ولفت إلى أهمية إيجاد برامج سنوية من قبل وزارة الزراعة من خلال مشروع إدارة المصادر الزراعية لتأهيل تلك الينابيع وإعادة الحياة لها من جديد، وعمل حمايات لها بطريقة تنقذها من التراجع والتلوث.
وبين المزارع علي القرارعة، أن العديد من الينابيع في السلع والمعطن باتت غير قادرة على ضخ المياه منها نتيجة الإهمال في إعادة تأهيلها بشكل يتناسب وتدفق المياه منها، لا أن تقام مشاريع حماية لها تعمل على عدم تدفقها.
وأكد أن بساتين قرية السلع من أشجار الزيتون تعتمد وبشكل كلي في ريها على ينابيع القرين والسلع، فيما ينابيع أخرى في مناطق في الطفيلة كينابيع لحظة وعين العبد وشحا والعنصر والجهير والزرقاء والبيضاء ظلت مهملة لعقود طويلة، خصوصا بعد الاعتماد على المياه من خلال الشبكة العامة التي تشرف عليها وزارة المياه.
ولفت القرارعة إلى أهمية إدراج تلك الينابيع التي بدأ تدفقها بالتراجع من خلال برامج إدارة المصادر الزراعية بصيانتها وحمايتها من التلوث، وإيجاد شبكات أنابيب وصيانة القنوات الزراعية للحيلولة دون ذهاب مياهها هدرا نتيجة التبخر أو التدفق في مسارات لا تصل إلى البساتين.
وأشار المزارع علي الصوا إلى أن تدفق المياه من ينابيع في الطفيلة بات ضعيفا وتغذي مئات الآلاف من أشجار الزيتون بحيث أصبحت غير كافية لري البساتين في العديد.
وأكد الصوا أهمية مشاريع لصيانة الينابيع للحفاظ على معدلات جيدة من تدفق المياه كما كانت في العقود الماضية، من خلال مشاريع توفر حمايات أسمنتية لا تؤدي إلى غورها وعدم تدفقها.
وبين مدير إدارة مياه الطفيلة المهندس مصطفى زنون، أن عملية صيانة ينابيع المياه تشترك فيها العديد من الجهات كالزراعة والمياه في سنوات سابقة، وسلطة وادي الأردن، إلا أنها انحصرت في وزارة الزراعة من خلال إدارة المصادر الزراعية، والتي تقوم ومن خلال برامج تنفذ في كل عام وبتخصيص مبالغ مالية لإدارة المصادر الزراعية والتي تعتبر مصادر الري المتمثلة في ينابيع المياه جزءا منها.
وأكد أن إدارة المياه كانت تقوم بمشاريع حماية للينابيع من خلال إقامة أبنية إسمنتية عليها لحمايتها من الاعتداءات والتلوث، فيما تقوم وزارة الزراعة بمد أنابيب بلاستيكية للتخلص من ظاهر الفقدان والهدر نتيجة التبخر.
وبين منسق إدارة المصادر الزراعية في مديرية زراعة الطفيلة المهندس زياد الحوامدة، أنه تم تنفيذ عدد من العطاءات لحماية المصادر المائية الطبيعية كالينابيع ومد أنابيب بلاستيكية بأقطار مختلفة لحماية المياه من الفقدان جراء عوامل عديدة؛ منها التبخر أو الاعتداء وحمايتها من التلوث.
وبين أن إدارة المصادر الزراعية في الطفيلة عملت على إعادة تأهيل مصادر الري في بساتين ضانا بكلفة 88 ألف دينار، من خلال مد شبكة بلاستيكية وعمل أحواض تجميعية وصيانة قنوات المياه.
كما لفت الحوامدة إلى طرح عطاء تمديد أنابيب بلاستيكية في العديد من المناطق وبأقطار تتراوح بين 2 إنش – 4 إنشات لمنع التبخر بكلفة زادت على 98 ألف دينار، وعمل أحواض تجميع في مناطق
مختلفة.
وأكد الحوامدة أنه تم تمديد نحو 70 ألف متر من أنابيب البلاستيك، وإقامة أحواض تجميع في وعين البيضاء والبربيطة وسيل ضانا وعيمة وارحاب، إلى جانب تمديد 300 متر بقطر 4 إنشات في منطقة الغوير، ضمن المشاريع التي نفذت العام الماضي، علاوة على إقامة سلال حجرية لحماية جوانب الأودية "جابيون" بكمية تصل إلى نحو 15 ألف متر مكعب، والتي طالت مناطق رؤوس الينابيع لحمايتها من الانجراف، بكلفة زادت على 400 ألف دينار.