وحدهم يبقون بيلسان

مقابل الارتباك والتخبط الذي تبديه قيادة السلطة في رام الله حول الانتفاضة الفلسطينية، وما تقوم به لتسويتها عبر مشاركة الإسرائيلي ومحاولة التفاهم معه واستمرارها بالتنسيق الأمني معه، مقابل ذلك، أعلنت حركة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل قرارها بالاستمرار في انتفاضة القدس حتى النهاية، ولو أن سلطة عباس بذات السوية والقدر لتغير الحال وأمور كثيرة معه، بما يحقق نتائج جدية للموضوع الفلسطيني برمته، وعلى أساس الثوابت الوطنية والحقوق التاريخية. غير ان بقاء مربع رام الله مراهنا على استعطاف الاسرائيلي انما سيبقيه متمردا ومجرما أكثر فأكثر، وهو الأمر الذي لا يريد ان يستوعبه عباس ومجموعته المعترف بها دوليا على أساس شكلها وليس أهميتها.
يدرك الاسرائيلي ان تمكنه من القضاء على هبة الفلسطينيين في الضفة انما سيمكنه ايضا من تصفية القضية الفلسطينية، ومن بعد ترحيلها، وليس خافيا أين هي أماكن الترحيل المفترضة طالما تؤمن معيشة ومواطنة وإن غير فلسطينية. كما ان المحيط العربي مدرك للذي يهدف اليه الاسرائيلي، غير انه بمجمله على تفاعل سلبي بلا اكتراث، فكل يعيش أزماته، والحال يعني الانتباه الى المناطق ذات الهدوء؛ كونها الاكثر استهدافا لتمرير اي مخطط بيسر ودون عناء. ومن يظن انه بعيد عما يقلق يكون واهما، ولم يعد بعيدا أمر دخول الفأس للراس تماما طالما أشد ما يثير القلق النصف دينار ورسوم الترخيص، التي باتت اكثر كلفة من معايشة حل سياسي والموافقة عليه ضمنا قسرا.
ليس سهلا على الاطلاق دعم الفلسطينيين في وطنهم من جهة واحدة فقط، ولا يستطيع الاردن وحده ان يعلن برنامجا من أجل الانتفاضة الفلسطينية، او حتى إعلانه الموافقة عليها فقط باعتبار حق المقاومة، وعليه يكون الامر برمته فلسطينيا في هذه المرحلة، وليس من بديل على الاطلاق سوى ان تعلن فتح صراحة ومعها كل الفصائل المضي بانتفاضة السكاكين حت النهاية ايضا، وهذا فقط ما يوحد الفلسطينيين ويفرض المصالحة الوطنية عنوة عل الجميع. حتى الان المصيبة عند عباس وسلطته، وهو إن لم يتحرك باتجاه حركة الشعب فانه سيكون الخاسر اولا، اما الشعب فلديه كل الوقت ليستمر حيا مهما بلغت التضحيات.
(السبيل 2015-12-09)