هآرتس : الأردن لجأ إلى قطر بعد تجميد اتفاقية الغاز مع إسرائيل
المدينة نيوز :- ذكرت جريدة هآرتس أن وزير الطاقة الأردني إبراهيم سيف أوضح اليوم :"أنه لا توجد أية مفاوضات حاليا بشأن استيراد الأردن للغاز من إسرائيل، وأن جميع الأمور المتعلقة بكتاب النوايا الذي تم توقيعه بين الأردن وشركة نوفل أنرجي، مجمدة حاليا". وينضم تصريح الوزير الأردني إلى القرار المصري الخاص بتجميد المفاوضات مع إسرائيل حول استيراد الغاز من إسرائيل، الأمر الذي يلقي ظلا ثقيلا على التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة نتنياهو والتي قال فيها: إن تصدير الغاز سيعزز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
وذكرت الجريدة أنه وفي الوقت الذي تستغل مصر مميزاتها الاقتصادية في مجال الغاز - من أجل ممارسة الضغوط على إسرائيل لإرغامها على التنازل عن الغرامة التي حكمت بها لجنة التحقيق الدولية بقيمة 1.76 مليار دولار كي تدفعها مصر لشركة الكهرباء الإسرائيلية تعويضا عن عدم تصدير الغاز المصري لها حسب الاتفاق في أعقاب نشوب الثورة المصرية وتدمير خط أنابيب الغاز المصري في سيناء- فإن الأسباب الأردنية أعمق من ذلك بكثير، وهي تقوم على المعارضة الجماهيرية الأردنية لاستيراد الغاز من إسرائيل، لأن استيراد الغاز من إسرائيل يعني التطبيع الاحتلال، مثلما أعلن المتظاهرون الأردنيون في عمان.
وذكرت الجريدة أن الحكومة الإسرائيلية ستربح أكثر من ثمانية مليار دولار جراء بيع 15 مليار مترا مكعبا من الغاز للأردن – مثلما تم الاتفاق عليه في كتاب النوايا بين الجانبين- والمتظاهرون يعتبرون أن هذه المبالغ المالية الكبيرة ستصب في مصلحة تعظيم قوة الجيش الإسرائيلي وتمويل الاحتلال. هذا وليس من الواضح فيما إذا كان الأردن سيتراجع عن نيته شراء الغاز الإسرائيلي. والأردن وقع في هذه الأثناء على عقد لاستيراد الغاز السائل من قطر بواسطة شركة شل بكمية تبلغ 250 مليون متر مكعب يوميا لمدة خمس سنوات، وهو يعتزم أيضا الإعلان عن عطاءات جديدة لاستيراد الغاز.
وذكرت الجريدة أن القرارين الصادرين عن مصر والأردن كافيان لهز سياسة الأمن التي اعتمد عليها نتنياهو في مطالبته بالعمل بالبند 52 الذي يسمح لوزير الاقتصاد بتجاوز المسؤول عن هيئة قيود الصفقات لأسباب تتعلق بالسياسة الخارجية أو الأمنية للدولة. بيد أن نتنياهو لم يكتف بذلك، بل طرح مبررين آخرين، الأول: قال فيه أن تصدير الغاز يمكنه أن يستخدم كوسيلة لتعزيز العلاقات الخارجية مع الدول العربية، والثاني: حاول أن يقنع جميع الجهات بأن الدولة التي تصدر الغاز تتعرض لمقاطعات أقل من غيرها. بيد أن هذين المبررين لا أساس لهما من الصحة، فالدولتان اللتان وقعت إسرائيل معهما اتفاقيتا سلام – الأردن ومصر- لا تعتمدان على استيراد الغاز من إسرائيل، بل تعتمدان على أسس أمنية، واقتصادية ووعود لحل المشكلة الفلسطينية وضغوط أميركية. ( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .