سنة أخيرة في الدوار الرابع

تم نشره الجمعة 11 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 01:03 صباحاً
سنة أخيرة في الدوار الرابع
د. فهد الفانك

الديمقراطية نظام للحكم مليء بالعيوب ، ولا يظهر تفوقها إلا عند المقارنة بالبديل ، وقد وصفها أحدهم بأنها قد تكون أسوأ نظام حكم عرفه العالم باستثناء جميع الأنظمة الأخرى!.

ينطبـق هذا الوصف -مع الفارق- على حكومة الدكتور عبد الله النسور ، ذلك أن خصوم الرئيس يستطيعون أن يقدموا قائمة طويلة أو قصيرة من الانتقادات لحكومته ، ولكن ماذا عن البديل؟.

يريد بعض النواب أن يدخلوا في صراع بالصوت العالي مع الحكومة لاعتقادهم أن ذلك يعزز شعبيتهم ، ويبرهن على جرأتهم ، ويزيد فرصهم في إعادة الانتخاب في البرلمان القادم.

في المقابل يريد رئيس الحكومة أن يتجنب الصراع ، فيحاول سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء عن طريق التجاوب الإيجابي ، والرد الهادئ ، وتقديم الحقائق والحجج والأرقام.

عندما تعرض الرئيس تحت القبة لأسوأ هجمة شخصية وعامة ، وصف ما حدث بأنه حوار راق ٍ وديمقراطي ، في هذا المجال وصفه البعض بالدهاء حيث استطاع أن يمتص الصدمات ويستوعب المعارضة ويجتاز الطريق المليئة بالأشواك مع ملاحظة أنه لم يتعرض لتهمة تتعلق بالإخلاص أو النزاهة أو الكفاءة.

أمام الدكتور عبد الله النسور أقل من سنة في الدوار الرابع بانتظار إجراء الانتخابات العامة. ومن المؤكد أنه لن ينافس على رئاسة حكومة ما بعد الانتخابات ، وبالتالي فإنه يستطيع أن يتصرف منذ الآن على ضوء قناعاته وما يرى فيه مصلحة عامة بصرف النظر عن الاعتبارات الشعبية وما يراه الآخرون.

في ظروف غير ضاغطة كهذه ، يمكن أن يأخذ الرئيس كل القرارات الصعبة وغير الشعبية ، وأن ينفذها دون تردد ، ويستطيع إذا شاء أن يناكف النواب الذين يناكفونه ، فهم لا يشكلون أغلبية ، وليسوا بدون عيوب ، ولا يستطيعون إسقاط حكومة تتمتع بثقة جلالة الملك.

رئيس الحكومة شاء أن يظل ديمقراطياً إلى النهاية ، وأن يتعاون مع السلطة التشريعية إلى أقصى الحدود ، حتى لو فسّر البعض هذا التعاون والتجاوب مع المجلس وملاقاته في منتصف الطريق كدليل ضعف.

كان غيره يلجأ في الظروف الصعبة إلى سياسة (آلو) لتوفير الحماية ، ولكنه لم يفعل.

السنة الأخيرة في عهد النسور تعطيه الفرصة لأن يختم عهده بإصلاحات اقتصادية قوية ، وإنجازات ملموسة تسجل له ، فليس المهم ما يقوله الخصوم ، المهم ما سيقوله التاريخ.

(الرأي 2015-12-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات