مؤتمر الرياض ... لا حل في سورية

الجهود السعودية في السعي لاحداث اختراق سياسي بجدار الازمة السورية عبر مرحلة انتقالية ما بين اطراف المعارضة والنظام عبر الوسطاء الكبار روسيا وامريكيا اصطدمت بعدة عوامل شكلت بمجملها تراجع لدورها العربي والاقليمي واليكم الاسباب :
> حالة التشرذم العربي وانحياز مصر السيسي الى جانب النظام السوري اوقعها في مشكلة مع اطراف المعارضة فتيار قمح الذي يتزعمه هيثم المناع (محسوب على القاهرة) اصدر بيانا برفض نتائج مؤتمر الرياض منددا بالدور السعودي وهذا التيار معه الاكراد (وهو تيار علماني يرى في النظام والحركات الاسلامية بانها ارهاب).
> طول امد الصراع في سورية والتدخلات الاقليمية والدولية والصراع على المصالح والنفوذ اربك السعودية وجعلها محل اتهام من هذا الطرف او ذاك ويجب الاعتراف بان النوايا لدى المملكة سليمة وهي راغبة بجمع الاطراف لولوج المرحلة الانتقالية والزام النظام بتحديد سلوكه السياسي والقبول بمخرجات مؤتمر فيينا لكن الخلافات ما بين التيارات الاسلامية المتقاتلة وحجم المشكلة وطبيعة وادوات الصراع دفعت كلها مجتمعة الى اجهاض دورها السياسي والامني.
> انسحاب حركة احرار الشام من لقاءات الرياض احتجاجا على اعطاء دور للائتلاف وهيئة التنسيق داخلية المقربة من النظام السوري دورا اكبر هذا الانسحاب لهذه القوة الكبيرة على الارض يعني ان القوى الرئيسية الثلاث ليست ممثلة بمؤتمر الرياض فهناك جبهة النصرة وداعش لم تشاركا وهذا يعني ان الحاضرين والموقعين على وثيقة الرياض لا يمثلون المعارضة وان هذا التمثيل ناقصا او لنقل انه بحدود 10% من القوى الحقيقية الفاعلة على الارض.
> المشكلة الابرز بلقاءات الرياض هو الدق على الاسطوانة المشروخة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد , وهذا البند ليس موجودا على نقاط مؤتمر فيينا نهائيا فالامير محمد بن سلطان الراعي للقاءات الرياض ووزير الخارجية عادل الجبير اعادا هذه النقطة مجددا الى السجال السياسي والتراشق الاعلامي ما بين النظام وحلفائه وبين القوى الاخرى الراغبة باسقاطه.
> مؤتمر الرياض او بعبارة ادق لقاءات الرياض لم تخرج ببيان تعلن فيه تشكيل الوفد المفاوض الي فيينا والاكتفاء بالاعلان عن لجنة عليا للمفاوضات مقرها الرياض وتتكون من ثلاثين عضوا. هذا يمثل بصورة واضحة لعدم نجاح المؤتمر بين انعدام قدرة الرياض على جمع الاطراف كلها وتقديمها للعالم بصوت واحد لتحقيق مطالبها في رحيل النظام السوري.
الخلافات بين المؤتمرين في الرياض وانسحاب احرار الشام وعدم مشاركة تيار قمح واعتبار داعش والنصرة حركات ارهابية و.. الخ هذه الامور كلها تجعل من المستحيل الحديث عن حل سياسي في سورية وبنفس الوقت فان الحل الامني غير متاح الان رغم التدخل الروسي ولهذا فان الازمة السورية ستطول ويصعب التنبؤ بانتصار طرف وانكسار اخر في ظل المعطيات الاقليمية والدولية الحاضرة اليوم.
(المصدر: الديار الأردنية 2015-12-11)