مؤتمر المعارضة السورية

خطوة جيدة ومتوقعة ومتأخرة قامت بها الرياض حين قررت جمع ما أمكن من المعارضة السورية على الأراضي السعودية، ومن ثم جعلها تتوافق وتصدر بيانا مشتركا.
غاب الاكراد السوريون عن الاجتماع وفي هذا ثغرة لا يستهان بها، وباعتقادي ان الرياض مطالبة أكثر بمحاولة تجسير الثقة بينهم وبين المعارضة السنية السورية.
اجتماع المعارضة كان ناجحا بحدوده الدنيا وأعطى انطباعا معقولا بتوافر كتلة سورية وازنة تحظى بقبول اقليمي يمكن لها ان تواجه النظام على طاولات النقاش والحوار.
الرياض معنية بكسر ثنائية «داعش والنظام» التي تحاول روسيا وإيران جعلها مسلمة نهائية لا حيدة عنها، ولعل ما جرى في الرياض بداية يمكن البناء عليها.
على الأرض من جهة الميدان لا يوجد الا النظام وداعش، ولكنها ليست مسألة حتمية، فحين يشارك الجميع بالقضاء على داعش فلن يقبل هذا «الجميع» باستفراد وعودة نظام الاسد للحكم.
اذا القضية مركبة ومعقدة، وبدأت الرياض محاولاتها للتأثير فيها، فاذا ما صدقت نوايا القوى الاقليمية بالبدء بالقضاء على داعش، فمن الواجب ان يكون ثمة من يمثل الشعب السوري مقابل النظام.
مؤتمر الرياض أكد على ضرورة رحيل الأسد وقد قام النظام وحلفاؤه بالرد على ذلك بعقد اجتماع في ظهران جمعه مع روسيا وايران في موقف يفهم منه انه جدل من نوع خاص.
المشهد السوري يتعقد كل يوم، ولا يمكن التنبؤ بصيرورته واتجاهاته، وهنا أسأل ما هو موقف الأردن من كل ذلك؟ هل ستغيب عن التأثير في رسم معالم الطاولة، وهل ستكتفي فقط بالاستثمار في مكافحة الإرهاب؟....سؤال مؤلم.
(السبيل 2015-12-13)