دوران الدورة الاختبارية الواحدة
لا ادري من اين اشرع وابداء كتابتي في زمن تتلاطم به عشوائية القرار وتختلط فيه الاوراق....ندهش ونحن نسمع وزير التربية وهو يتحدث عن اصلاح التعليم تارة واخرى يتحدث عن تطويره فضاعت الامور بين المصطلحين وكنهما وجهين لعملة واحدة رغما عن الفوارق الشاسعة بينهما مما اضطرني للتسائل ..لماذا العودة للقديم ؟وهل العودة لان القديم افضل من الحاضر ؟ام لاننا لم نتمكن من مسايرة التقدم والتطور التربوي المتسارع؟ الذي وسع الهوة بيننا وبين كثير من الشعوب التي حولنا وخاصة الاسيوية منها فتحولنا من دولة منتجة الى دولة مستهلكة من الطراز الاول.... وأصبحنا تائهين في متاهات التقدم العلمي والتكنولوجي والتقني فعجزنا عن فهم ثقافتها وموائمتها مع ثقافتنا الاسلامية العربية...فما هي الاضافة الجديدة عند العودة للقديم المجرب والذي تم تجاوزه من زمن بعيد لاسباب مبررة مستندة الى فلسفة تربوية هدفت الى خدمة التلاميذ ومساعدتهم على تجاوز كثير من العقبات التي كانت تواجهم واهمها عبء المحتوى الدراسي المتراكم .
المطلع على الادب التربوي ونظريات التربية والتعليم القديم والحديث منها يجد ان الهدف من وجود المعلم والبناء المدرسي والادارة التربوية والتوجيه والاشراف والتخطيط والنشاطات والتعليم وكل مكونات العملية التعلمية التعليمية هم التلاميذ وهم محور العملية برمتها والتي يقوم عليها مستقبل المجتمعات وتطورهامن جميع جوانبها الثقافية والعمرانية والتكنولوجية والايدولوجية،لذا فأن هذه الفئة اي التلاميذ يستحقو منا التعب من اجل توفيركل سبل الراحة والطمئنينة وكل الوسائل التي تساعدهم في الكشف عن مواهبهم وقدراتهم وتوجيهها نحو الاتجاه الصحيح الذي يجعل منهم افراد قادرين على خدمة انفسهم واوطانهم.
وبنا عليه فان التخطيط لمستقبل التلاميذ والذين يعتبروا محور عملنا التربوي وبذل المجهودات الكبيرةوالكافية وصولا لبيئة تعليمية حافزة للتعليم هي ابسط متطلبات خدمتهم ومساعدتهم في تجاوز العقبات التي يواجهون وعكس ذلك يعتبر تضيق عليهم وما العودة الى نظام الفترة الاختبارية الواحدة الادليل على هذا التضيق فنظام توزيع متطلبات الثانوية العامة الى اربع فصول يختبر الطالب بها بالفصلين الاولين من قبل المدرسة والفصلين الاخيرين من قبل وزارة التربية الا استجابة لمتطلبات التلاميذ والتسهيل عليهم في هذه المرحلة وفتحا للمجال امامهم للابداع والتغيير حسب المتطلبات الدراسية وتعويض الاخطاء ،فمن خلال المرور بالخبرة الاولى وما يرافقها من عمليات التقويم والتقيم من قبل التلميذ والمعلم والمشرف التربوي يتعرف التلميذ على نقاط القوة والضعف لديه ويقوم بتصحيح اخطاءه وتجاوز كثير من المطبات التي تعرقل تحصيله اضافة تلافي مشاكل النسيان التي يتسبب بها الزمن فهناك فرقا شاسعا بين تفاعل الطالب مع مادة علمية تراكماتها خمسة شهور وبين تفاعله مع مادة دراسية تراكماتها عشرة شهور وما يرافقهما من مشتتات الحفظ والتذكر فالاولى افضل بكثير، وهذا ما اشارت اليه دراسات التذكر والنسيان.
يوم 10_12_2015 اطل وزير التربية والتعليم من على شاشة التلفاز الاردني للحديث عن توجهه نحو تطبيق الفترة الاختبارة الواحدة وكنت اتوقع منه ان يتحدث عن فلسفة تربوية او تجربة عربية او عالمية تبرر توجهه نحو المرحلة الاختبارية الواحدة او ان تكون لديه بيانات وارقام تقارن بين نتاجات تحصيل الطلبة للسنوات التي تم تطبيق نظام الفترة المرحلة الواحدة ونظام تطبيق المرحلتين يذكر بها اعداد الطلبة المتقدمين واعداد الطلبة الناجحين ومتوسطات الدرجات للنظامين ومن ثم يقوم باصدار الاحكام عن الافضلية حتى يقنع الاخرين.....وبغير ذلك فأن ظهوره سوف يبقى ضعيف وعشوائيا ومضطربا لان مبررات التكلفة المالية وعبء العمل وموافقة مجلس التربية والتعليم الذي لا حول ولا قوة له وذلك لاننا نعرف ما يدور به لن يكون مقنعا لاحد لا لشيء وانما لان الامر يتعلق بالانسان اغلى مانملك فمابالك اذا كان الامر يتعلق بالطالب محور العمل التربوي ،ومن خلال خبرتي بالاختبارات فأن عبء العمل لايكمن في اختبار المرحلتين ولكن يكمن في ضبط الاختبار الذي يواجه وزارة التربية والتعليم لا لشيء ولكن نتيجة لضعف الحلول التي تطرح لحل هذه المشكلة لان القوة والتجبر والضغط وتغليظ العقوبة والامن والدزك والبادية لم تكن في يوم من الايام حلا تربويا خاصة وان التربية والتعليم تعتمد ادوات تعديل السلوك والتنشئة الاجتماعية وغرس قيم الامانة والثقة بالنفس للتغير خاصة اذا ما بحثنا عن الموهبة والابداع والتميز و تحفيز الملكات العقلية لديهم وتوفير سبل وفرص تساعد على تسريع عملية التعليم وفتح المجال امام ذوي القدرات العقلية العالية اختصارا للوقت والوصول للجامعات بحسب قدراتهم واعمارهم العقلية لا بحسب اعمارهم الزمنية ومن خلال فرص تتيح لهم التقدم للاختبارات في الوقت الذي يشعر التلميذ بانه اتقن المستوى التعليمي او مايسمى بالحزمة التعليمية بغض النظر عن الزمن مراعاة للفروق الفردية بين الافراد وضمن منظومة تعليمية معدة لهذه الغاية اسوة بدول العالم المتقدمة وفي الختام كنت اتوقع ان يخرج وزير التربية والتعليم بحلول واجابات لسوءالين هامين الاول لماذا يقفز الطالب عن جدران المدرسة ويواجه الخطورة للهروب من المدرسة ؟والسؤال الثاني لماذا يسبق المعلم الطالب بالخروج من المدرسة؟اي الماذا بيئتنا المدرسية منفرة لهما؟فأذا ما اجاب على هذه الاسئلةاعتقد انه سيجد الطريق الى حل مشكلان التربية والتعليم وبدون ذلك عليه ان يترك التربيةالتعليم لاصحابها لان فاقد علم التربية والتعليم لايمكن ان يعطه.