اسرائيل بديل عربي عن واشنطن !!

تم نشره الإثنين 14 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 12:55 صباحاً
اسرائيل بديل عربي عن واشنطن !!
ماهر ابو طير

تخضع المنطقة العربية لأسوأ عملية اقتسام للنفوذ في تاريخها، والواضح ان هناك ثلاثة محاور تتصارع على ترسيم المنطقة واقتسام النفوذ فيها، ولكل محور او معسكر توابعه وادواته. نحن امام المعسكر الايراني وتوابعه على المستوى الشعبي او التنظيمي او الرسمي في بعض الدول، وفي هذا المعسكر نجد دولا مثل روسيا والعراق ولبنان وغيرهما، بالاضافة الى حركات واحزاب مقاتلة مثل حزب الله. ثم المعسكر التركي وتوابعه ايضا شعبيا وسياسيا ورسميا، وهذا المعسكر له تأثيراته في المنطقة ومعه جماعات واحزاب وشركاء في الحكم في عدة دول. ثم المحور الاسرائيلي وتوابعه السرية والعلنية في هذه المنطقة، وهي توابع لا تجاهر بعلاقاتها على الاغلب وتعتقد ان اسرائيل ستكون بديلا عن اميركا خلال العقدين المقبلين ولابد من التحالف معها، خصوصا، في وجه المحورين الايراني او التركي، وهذا رأي سائد وغير معلن في مراكز القرار العربية التي تتحدث عن الحاجة الى « بديل آمن» عن الولايات المتحدة التي تتراجع الى الظلال، ولا يجد هؤلاء الا اسرائيل للاسف الشديد. وسط هذه المثلث تتعرض المنطقة العربية لأسوأ عملية تقاسم وتطاحن في تاريخها، والذي يقرأ مواقف الولايات المتحدة الاميريكية يجدها على صلة ايجابية سرية وعلنية بالمحاور الثلاث، بما في ذلك المحور الايراني، خصوصا، بعد الاتفاق النووي، اذ لا تعادي اليوم واشنطن اي محور من هذه المحاور، ايا كانت اللغة السياسية المباعة اعلاميا. سابقا كان الانتماء الى المعسكر الاميركي من جانب دول عربية يعني بالضرورة نتائج محددة، لكن هذه الايام يكتشف العرب ان التنسيق مع الولايات المتحدة لا يعني بالضرورة تحييد واشنطن، وابعادها عن اي محور من المحاور الاخرى، اذ لواشنطن مصالحها، وهي هذه الايام على صلة بهذه المعسكرات لانها تريد ان تحافظ- ولو مرحليا- على قدرتها بإدارة المنطقة. يقال هذا الكلام حتى نؤشر على ما هو اخطر، اذ كل المحاور العربية الواسعة انهارت، فلا يمكن ان نعتبر ان لدينا اي محور عربي خالص، سواء معسكرات الاعتدال او التطرف، او ما بينهما، وتجهد الدول العربية اليوم، لمقاومة الاستقطاب، والانجذاب القهري لمراكز قوة اخرى، وهي على الاغلب لا تنجح في ذلك. سيؤدي الصراع بين ثلاثة محاور على المنطقة، الى نتيجة واضحة لا يمكن تجنبها، فعلى الاغلب سوف يعاد ترسيم المنطقة العربية، ومواقع النفوذ السياسي والاقتصادي والشعبي، وسيخرج محور من المحاور الثلاثة من اللعبة، نهاية المطاف، لصالح الصراع بين محورين، لن يجدا امامهما الا التفاهم بالسلم او الحرب من اجل اقتسام المنطقة العربية، والوصول الى تسوية بينهما. يبقى السؤال: لماذا لا يتمكن العرب حتى الان من اعادة بناء معسكر سياسي جديد، يقاوم كل هذه التجاذبات، ويتخلص من التبعية، من حيث الواقع او النتيجة. الارجح ان القدرة غائبة، وان العرب يفضلون دوما الارتباط بمركز قوة دولي او اقليمي، وهنا، فإن اسرائيل على ما يبدو ستصبح بديلا عن واشنطن، في وجه اي محاور اقليمية يخشاها العرب، وهذا البديل ينتظر الوقت فقط، لاشهاره علنا، بدلا عن سريته.

(الدستور 2015-12-14)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات