وزير للتربية وليس للتعليم أبدا

النظام التعليمي في الاردن يحتاج الى نقلة جديدة ترتقي به الى مستويات العلم الحديث، وفي واقع الامر ان القضية لا تخص امتحان التوجيهي وحده وانما كل مراحل التعليم بما فيها المرحلة الجامعية حتى التي بعدها، والاكيد المؤكد ان وزير التربية والتعليم الحالي مجرد مجتهد بالامر، والاكيد اكثر انه لن يفلح بالانتقال للامام مجرد خطوة لانه يتناول الشكل حتى الان وليس لب وجوهر المشكلة.
وبالمقارنة، فإن نظام التعليم لا يشبه ابدا اي نظام تعليمي في اي دولة متقدمة في مجالات العلوم على شتى انواعها، والحقيقة انه لم يشهد اي متغير اساسي في مجمل وسائله منذ امد، واكثر الظن انه يوازي مستويات محو الامية العامة طالما ان خريج التوجيهي يخرج الى سوق العمل خالي الوفاض رغم تجاوزه سن العمل والعمال جراء عدم تأهيله لاي امر طوال 12 عاما مدرسيا.
المشاكل عديدة ومتنوعة في قطاع التعليم، وهي لا تبدأ من عند المناهج التجريبية او تلك غير المحددة الاهداف اصلا ولا تنتهي عند الوسائل والادوات والمرافق اللازمة، واذا ما اضيف المدرس كركن اساسي في العملية بذات الوقت الذي هو فيه جزء من المشكلة عموما فإن اي مكلف للعلاج ينبغي له البداية من الصفر، اي البدء بالاصلاح من عند المرحلة التأسيسية في الروضة والاول الابتدائي والبناء الممنهج على ذلك. ولو ان الامر يتم سنجد التغيير بعد عشرين عاما على ارضع الواقع، باعتبار الخطة العلمية المعتمدة تأسيسا.
وللمناسبة بامكان اللجنة الملكية للتنمية البشرية العاملة حاليا ان تنطلق من نقطة الصفر بدل الغوص في اصلاح ما لا يمكن اصلاحه وانما ترميمه فقط. ثم ما الفرق ان امتحان التوجيهي اجري على مرة واحدة او حتى اربع مرات طالما كل الادوات على مختلف استخداماتها وامكانياتها هي نفسها التي سستتعامل مع التلاميذ، وفوق ذلك بذات السوية بالاتجاهين.
(السبيل 2015-12-15)