ملامح تنافس داخل اجنحة عائلة المجالي وبعض حيتان اللعبة قد يرشحون اولادهم
المدينة نيوز – بسام البدارين - : 'انتقلت النخب الكلاسيكية في دوائر السياسة الاردنية فورا الى الحديث عن طبيعة وآلية المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة وسط تصاعد واضح في حالة تجاوز الاعتراضات والملاحظات على قانون الدائرة المفردة الجديد الذي يقسم كل دائرة انتخابية لدوائر اضيق بعدد مقاعدها.
ويبدو ان اركان اللعبة البرلمانية المعتادين سيجدون طريقهم للعودة للحلبة مجددا، فيما يتوقع مبكرا حصول بعض المفاجآت في السياق خصوصا اذا اصر السياسي القوي عبد الهادي المجالي احد ابرز اقطاب اللعبة السياسية بالداخل على ترشيح نفسه شخصيا للمرة الرابعة بدلا من الاكتفاء بدعم قائمة باسم التيار الوطني الذي يتزعمه من وراء ستار.
اذا قرر المجالي، الذي تجاوز السبعين ولا يزال يحتفظ بتأثيره وسحره السياسي، العودة للانتخابات فان ذلك سيعني انه وخلافا للعادة سيستقيل من عضوية مجلس الاعيان الا اذا قرر ترشيح ولده الوزير السابق سهل المجالي، وهو خيار لا يبدو ان النائب عبد الرؤوف الروابدة سيلجأ له.
واذا فعلها المجالي وهو لا ينفي ذلك حتى الآن او على الاقل لم يصرح بالنفي، فانه يتجاوز توقعات السياسيين بأن تعيينه عضوا في الاعيان اصلا كان بغرض الاحتياط دون عودته للانتخابات، مما يعني انه سيجازف بالعودة وهو قرار لا يمكن اعتباره نهائيا بكل الاحوال لان صاحبه لا ينفي ولا يؤكد بل يتربص سياسيا.
ودليل ذلك ان المجالي وباسم التيار العريض الذي يمثله حافظ على مسافة واحدة من اطياف واطراف الجدل الأخير حول 'الهوية الوطنية ' رغم انه اول من تحدث بالموضوع قبل اكثر من عشر سنوات، فقد كان واضحا للمراقبين ان المجالي لم يؤيد بيان لجنة المتقاعدين المثير للجدل ولم يؤيد في الوقت نفسه مبادرة الرئيس احمد عبيدات، واعلن خطابا خاصا بمناسبة جدل الهوية.. بمعنى بقي على الحياد حتى تتضح الامور اكثر.
وفي اروقة عائلة المجالي المسيسة والمهمة يتردد ان نجل رئيس الوزراء الاسبق ايمن المجالي وهو وزير سابق ومستشار مخضرم في القصر الملكي يفكر هو الآخر بترشيح نفسه علما بأن الأخير في حالة تنافس واحيانا صراع سياسي مع الجناح الذي يقوده عبد الهادي في العائلة العريقة.
ولا يخفي السياسيون تهامسهم بأن الوزير الحالي في الحكومة والنائب السابق عدة مرات توفيق كريشان قد يكون الوزير الوحيد في الحكومة الذي يمكنه التضحية بكرسي الوزارة لصالح مقعد تمثيل الشعب، ففرص الرجل 'شبه مضمونة ' دوما في تمثيل اهالي محافظة معان بأي انتخابات وفي اي وقت وان كان لم يحسم بعد الامر.
وليس سرا في الاطار ان احدا في البلاد يتوقع اي انتخابات عامة خالية من بعض الاسماء الكبيرة المعتادة من طراز خليل عطية وممدوح العبادي وعبد الكريم الدغمي وبسام حدادين وسعد هايل السرور، فالخماسي المشاراليه لاعب دائم في المربع الانتخابي.
ولم يحدد رئيس الوزراء المخضرم عبد الرؤوف الروابدة بعد ما اذا كان سيذهب باتجاه الوقوف وراء ترشيح ولده الوحيد عصام للجلوس في مقعده البرلماني لانه نفسه قد لا يريد مغادرة مقعده في مجلس الاعيان، فيما يبدو ان نظيره علي ابو الراغب قد يفكر بترشيح نجله حسن اذا ما انتهت الدراسات التي يجريها للامر.
ومن الواضح ان مجموعة لا يستهان ببعضها من النواب الشبان الذين قفزت بهم للواجهة انتخابات 2007 لا يملكون خيار الانتظار وسيحاولون مجددا وسط انطباع عام بأن منظومة النزاهة والحياد المعلنة اذا ما التزمت بها حكومة الرفاعي فعليا ستطيح بأحلام كثيرين خصوصا بعد نص في القانون الجديد قد يمنع رؤساء البلديات واعضاء الجمعيات التعاونية والمجالس البلدية من التحمس للانضمام لحفلة الانتخابات.( القدس العربي ) .