أزمة أسطوانة الغاز

تم نشره الخميس 17 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 12:51 صباحاً
أزمة أسطوانة الغاز
د. فهد الفانك

المبدأ المقرر في تسعيرة المحروقات المحلية أن تتحدد شهريا على ضوء تقلبات الأسعار العالمية بموجب معادلة معلنة جرى شرحها عشرات المرات.

تطبيق هذا المبدأ كان في حينه قراراً صعباً لأنه يعني إلغاء الدعم ، وبيع المحروقات بالكلفة + الضريبة ، أي رفع الأسعار وتخفيض عجز الموازنة.

هذا المبدأ انقلب من مصلحة الموازنة بإلغاء الدعم إلى مصلحة المستهلك بتخفيض السعر ، لأن الأسعار العالمية هبطت إلى مستوى لم يكن أحد يحلم به ، فهبطت معها الأسعار المحلية للمحروقات.

الاستثناء الوحيد كان أسطوانة الغاز التي سعرت في ظل التعويم بعشرة دنانير مع أنها كانت تكلف 14 ديناراً.

المهم أن تعويم أسعار المحروقات حظي بالقبول العام ، وجرى تطبيقه لمدة كافية وأصبح بمثابة قانون ملزم ، ولم تحاول الحكومة أن تتراجع عن التعويم لتحقيق أرباح عن طريق تثبيت الأسعار العالمية.

ومرة أخرى كانت أسطوانة الغاز محل استثناء ، ففي نهاية الشهر الماضي ، خفضت الحكومة أسعار المشتقات النفطية تبعاً لانخفاض كلفة الاستيراد ، ورفعت سعر أسطوانة الغاز تبعاً لارتفاع سعر الغاز عالمياً. أسعار البترول والغاز لا تسير باتجاه واحد دائماً.

الباحثون عن فرصة لكسب الشعبية ، قبلوا التخفيضات ورفضوا الارتفاع ، أي أنهم أرادوا تطبيق قرار التسعير باتجاه واحد ، فالانخفاضات مرحب بها والارتفاعات مرفوضة!.

السعر العالمي للغاز ارتفع في شهر تشرين الثاني بنسبة 17% ، فكان من حق الحكومة أن ترفع سعر الأسطوانة بنفس النسبة إلى ثمانية دنانير و19 قرشاً ، ولكنها ، رغبة منها في تجنب الصدمة ، قررت رفع سعر الأسطوانة بنسبة 7% فقط ، على أن تعوض الفرق البالغ 10% في الأشهر القادمة.

بالنتيجة قامت الدنيا ولم تقعد لأن سعر الأسطوانة ارتفع بمقدار 50 قرشاً مع أنها تظل أرخص بنسبة 25% عما كانت عليه.

لم تكن الحكومة موفقة عندما لم ترفع سعر أسطوانة الغاز بمقدار ارتفاعها العالمي ، أي أنها عادت إلى الدعم خلافاً للمبدأ الذي استقر وقبله الناس وتكيفت معه الأسواق. ولم تكن موفقة عندما رضخت لأصحاب الأصوات العالية وألغت الزيادة.

أما الذين أثاروا الضجة فلم يكونوا وراء تخفيض سعر الأسطوانة بمقدار نصف دينار ، بل وراء إحراج الحكومة والتهديد بإسقاطها وخدمة شعبيتهم.

(الرأي 2015-12-17)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات