ربطة عنق وشاه بندر

من حق أي شخص أن يسعى بالاتجاه الذي يراه مناسبا لنفسه أو امكانياته وقدراته غير أن أسوأ انواع السعي تلك المنطلقة على قاعدة المكانة الاجتماعية، وهذه مكتسبة دون اصول علمية بيولوجية بمستويات الخلايا والشكل والدماغ ايضا، ولطالما تواجدت أعتى انواع القذارات ممن ينتسبون الى مسميات عائلات نبيلة والعكس صحيح ايضا لجهة الاخلاق، اذ كيف لمن يدعي نبل عائلة جراء ثراء وليس اكثر أبدا حقا باستمرار حق السلطة، والحال يشبه تماما حمالا يرى حقا في امتلاك الدواب لممارسة النقل بدلا منه وليكون في النهاية شاه بندر سوق الحلال وفي مقدمتها الحمير بطبيعة الحال.
وللمناسبة ينبغي التفريق بين العائلات النبيلة وتلك العريقة، فلكل منها اسس ومواصفات، وفي البحث ندر وجود اي منها وانما كثرة مدعي الانتساب، وليشر احد بإثبات انه من آل المنزل او بني كليب او حتى نمير. ومع ذلك فإن النبل والعراقة المثبتة في قبائل اوروبية لم تعد مهمة الا لجهة احترام تاريخ الدول والشعوب، وهنا يحدث العكس تماما، ويمكن الاستئناس برأي الزميل محمد الخطايبة.
في تاريخ رؤساء الحكومات ما يثير التندر حد الانقلاب ضحكا، فيقال هنا ان حكومة فلان كذا وكذا، وحكومة علان ما اكثر من ذلك، وهناك من تخرج بطلا او مظلوما او رافضا او حتى متمردا، ومنهم من غادر وكأنه لم يحضر اساسا وغيره ممن ظنوا انهم فطاحل عصر محيطهم، اذ ليس ممكنا المقارنة بتشرشل او ديغول مثلا. وبطبيعة الحال ليس مقصودا الاساءة لاحد وانما تذكر حالة سياسية مستمرة بنتائجها.
دائرة الحكم في واقعها هي رأس الدولة واجهزته المقربة وفي مقدمتها الامنية، وهذا امر عام في كل مكان وزمان تقريبا، الا انه تغير فيما يعرف بالدول المتقدمة، وهناك تطورات نالت من دول تقترب رويدا لتكون عصرية ايضا، اما ان يصر شخص على وظيفة رئيس وزراء بحكم انه تولاها مرة وجده قبلا وابوه مرارا ولا يملك سببا وجيها غير ذلك فإن مساعدته باستقباله وتشجيعه انما هو تعبير صريح عن حال العامة وحلم بمنصب شاه بندر السحيجة.
(السبيل 2015-12-21)