سمير قنطار

مقتل الاسير اللبناني المحرر سمير قنطار على يد الصهاينة اثار في النفس كثيرا من التساؤلات التي تبحث عن اجوبة غائرة في اعماق الالم الذي صنعه واقعنا المأساوي.
القنطار قام بعملية عام 1978 وقتل صهاينة واعتقل فتعرض للاسر لمدة 30 عاما ومن ثم خرج عام 2008 بصفقة التبادل المشهورة مع تنظيم حزب الله اللبناني.
سمير القنطار شكل في حينه رمزا كبيرا لم نختلف عليه، ولكن للاسف مع اندلاع الثورة في سوريا انحاز الى القاتل الاسد وخانته سيرته النضالية ان يبتعد عن قتلة الناس.
طبعا من المؤلم ان نتردد بل يرفض معظمنا تسمية القنطار بالشهيد رغم انه قضى على يد الصهاينة وحين تبحث عن السبب لن تستغرب فالازمة السورية فعلت بنا الافاعيل.
تخيلوا معي ان الرجل شهيد من جهة ان قاتله هي دولة الاغتصاب الصهيونية وهو في ذات الامر مجرم بسبب وقوفه مع الاسد ونظامه القاتل.
نعم مشاعرنا غاضبة ومنفعلة وغير متزنة مما يجري فمن اطلق على نفسه الممانع يقتلنا اليوم ومن اعتقد انه ظل الله في الارض نراه اليوم ملوثا بدماء طائفية بغيضة.
كنت اتمنى ان يقف كل رمز من رموز مقاومة اسرائيل مع ارادة الشعوب وان ينحاز لها مهما كلفه الامر، فإن لم يستطع فليلزم «حلس بيته» وعندها سيحافظ على صورته وكرامته.
مات سمير فاختلفنا عليه لا لذاته بل لأننا مختلفون فيما بيننا على البوصلة الرئيسة، ودعوني اعترف ان موت القنطار اثار في كل واحد منا اسئلة لا حصر لها ودون اجابات.
(السبيل 2015-12-22)