روسيا تستهدف الجميع إلا داعش

الغارة الروسية التي قتلت زهران علوش قائد «جيش الاسلام» وكبار مساعديه في غوطة دمشق تؤكد أن روسيا ترغب بصناعة ثنائية سورية عنوانها «داعش والنظام فقط لا غير».
استهداف علوش ورفاقه جاء بعد مشاركة تنظيمهم في مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في الرياض، وموافقتهم على الدخول في مفاوضات.
إذا هؤلاء لا مانع لديهم من تبني الحل السياسي في سوريا ولا مانع لديهم من الجلوس على طاولة التفاوض من اجل إخراج البلد من مأزقها.
لكن روسيا ومحورها لا يعجبهم ذلك ولا يرغبون على ما يبدو في ظهور قوة سورية معارضة ثقيلة الوزن لا تتبع لهم في مشهد المفاوضات.
روسيا سبق لها ان ضغطت على الاردن من أجل اعتبار تنظيم جيش الاسلام في عداد الارهابيين، لكن الولايات المتحدة ترفض وتصر على انهم مع حركة احرار الشام هم معارضة معتدلة يمكن الرهان عليهم في الحل السياسي.
هذا لا يعجب روسيا وكما أسلفت، هي لا تريد ان يكون هناك قوة سنية عسكرية وازنة غير تنظيم الدولة الاسلامية يمكن الرهان عليه في كعكعة التفاوض.
لأجل ذلك تحاول روسيا فرض الايقاع المناسب على الارض على اعتبار انها تملك اليوم قوة نار كبيرة قادرة على تغيير التوازنات وضرب بنى لقوى معارضة مختلفة.
طبعا القصة بهذه السهولة وروسيا ليست بالدولة الخارقة، لكن للامانة ان ارتباك دول الاقليم وتأخرهم سيساعد محور الروس على تغيير كبير في صورة الواقع على الارض وهو ما لا تحمد نتائجه.
(السبيل 2015-12-27)