تصفية نهاية الموسم

انتفاضة القدس مستمرة وما زالت الحجارة والسكاكين أسلحتها غير ان اخبارها لم تعد تأخذ المساحة اللازمة لها وتستحقها، كما انها بالحجم الذي هي عليه تمر مرور الكرام ولا تثير بالا أو ردود فعل حد غياب بيانات الشجب التي هي اقل من اضعف الايمان ورغم ان عدد الشهداء وصل الى 142 شهيدا حسب آخر الاحصائيات.
ويبدو الحال على اسوأ من ذلك في مستوى المتابعات الدولية، اذ تغيب الانتفاضة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الاعلام الغربي ويبرز فيه بدلا من ذلك أخبار العدو الاسرائيلي باعتباره يواجه منظمات ارهابية، كما ان المنظمات الدولية تهمل الشأن الفلسطيني والحال على اكثر ما يكون من سوء في الامم المتحدة ومجلس الامن، وقد زف اوباما البشرى بعدم امكانية حمل نتنياهو للعودة الى المفاوضات ووقف الاستيطان واستمرار الانتهاكات والاقتحامات للمسجد الاقصى.
العدو الاسرائيلي يستغل ما يجري في المنطقة من احداث وانشغال الجميع فيها واستمرارها على سلم اولويات الدول الكبرى، وهو يعمل دون توقف في بناء وتوسعة المستوطنات وتغيير واقع الضفة الغربية ليكون اساسها السكاني يهوديا عبر سلسلة من المستوطنات والاحياء الجديدة للمستوطنين، وحسب بيان منظمة السلام الان الاسرائيلية فإن حكومة العدو تخطط لبناء 55 الف بؤرة استيطانية جديدة في الضفة بغية استيعاب ربع مليون مستوطن يجري العمل لاستقدامهم، فأي حال فلسطيني سيكون للضفة بعد ان تمتلئ باليهود من كل الجهات في حين تنتظر قيادة السلطة العودة للحوار ولا تكتفي بعدم دعمها الانتفاضة وانما الاستمرار بالتنسيق الامني فوق ذلك.
حكومة العدو ستدعم استمرار عدم الاستقرار في المنطقة وبقاء الازمات في سورية واليمن والعراق وليبيا دون انفراج باعتبار ذلك منفذها لتمرير كافة مشاريعها التي تريد منها تصفية القضية الفلسطينية بإعلان حدود دولتها على كامل التراب الفلسطيني باستثناء قطاع غزة. والمثير جدا ان تركيا تشترط لاعادة علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي فك حصاره عن غزة دون التفات لما يجري للفلسطينيين في الضفة وتهويد القدس رغم انها دولة اسلامية لما خص المسجد الاقصى وما يتعرض له من انتهاكات، ولسان حالها نفسه لسان حال الدول العربية ايضا.
(السبيل 2015-12-30)