محاور خطبة الجمعة المقترحة : حقوق الإنسان في الإسلام
![محاور خطبة الجمعة المقترحة : حقوق الإنسان في الإسلام محاور خطبة الجمعة المقترحة : حقوق الإنسان في الإسلام](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/413c962ee3b11c4339210167ecfe1774.jpg)
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 1/1/2016 ، ، والتي حملت عنوان : "حقوق الإنسان في الإسلام تحقيق لرسالة الاستخلاف" .
وتاليا محاور الخطبة :
محــاور مقترحة لخطبة جمعة بتاريخ • حقوق الإنسان في الإسلام تنبع من التكريم الإلهي للإنسان بالنصوص الصريحة، وهي جزءٌ من التصور الإسلاميّ والعبوديةِ لله تعالى وفطرةِ الله التي فطرَ الناسَ عليها، وهي مِنَحٌ إلهية منحَها اللهُ لخلقه، و حقوقٌ قرَّرها اللهُ للإنسان. وهي أصيلةٌ أبدية لا تقبلُ حذفاً ولا تعديلاً ولا نسخاً ولا تعطيلاً، ملزمةٌ شَرَعَها الخالقُ سبحانَه وتعالى، فليس من حقِّ بشرٍ كائناً من كان أن يعطلّها أو يتعدى عليها، فإن الإسلام بمصدريه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة شملا جميع أنواع الحقوق التي تكرم الله بها على خلقه.
• إن حقوق الإنسان كانت أساسًا مصونًا واضحًا للعيان، وإنّ تاريخَ الإنسانية خيرُ شاهدٍ على أنَّ حقوقَ الإنسانِ لم تَحْظَ بالعناية والتنفيذِ مثلَ ما حظيتْ به في عهد رسول الله ﷺ وعهودِ الخلفاءِ الراشدين من بعده، واستمر مراعاتها عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، وما أعجب أن تكون المبادئ التي طالما أرسى الإسلام قواعدها يُعاد تصديرها للمسلمين على أنَّها اكتشافٌ إنسانيٌّ ما عرفناه يومًا ولا عشناه دهرًا.
• إن من حق كل إنسان فى المجتمع أن يكون آمنًا على حياته، فقد كرَّم الله الإنسان وفضَّله على كثير من مخلوقاته، كما جاء فى قوله تعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء70]. وتأكيدًا لهذا التكريم جعله الله خليفة فى الأرض وحمَّله مسئولية عمارتِهَا، ولن يستطيع الإنسان أن يؤديَ واجبه ويتحمَّل مسئولياته ويقوم بحق الخلافة لله فى الأرض إذا كانت حياته مهددة بأى شكل من الأشكال. فلكل إنسان الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصيته، حيث لا يجوز لإنسان الاعتداء علي إنسان أو المساس به بشكل أو آخر لأي سبب من الأسباب، مهما كانت ديانته وجنسيته ونوعه. فالجميع بشر متساوون في هذا الحق ؛ لأنه لا يملكه إلا الله، قال تعالى: {وإنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون } . والعدوان علي الفرد يعد عدوانا قال تعالى: {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}.
• ويندرج تحت هذا التكريم الإلهى للإنسان وحقه فى الأمن على حياته المساواة التامة بين البشر، لا فرق فى ذلك بين غنيٍّ وفقير أو حاكم ومحكوم، كما لا يفرق الإسلام فى هذا الحق بين الرجال والنساء؛ فالمرأة لَهَا نفس الحقوق، وعليها نفس الواجبات، ولا يجوز التقليل من شأنِها وهضم حقوقها بأيِّ حالٍ من الأحوال، قال ﷺ: «إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ».رواه أبو داود. والإخبار بكلمة شقائق يدل على المساواة والندّية، والرجال والنساء أمام الله سواء؛ لا فرق بينهما إلا فى العمل الصالح الذى يقدمه كل منهما، والتعبير القرآنى{بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ}[آل عمران195]، يدل على أن كلًا منهما مُكَمِّلٌ للآخر، وأن الحياة لا يمكن أن تسير فى الاتجاه الصحيح دون مشاركتهما معًا. ومن ذلك يتضح بجلاء أن الإسلام بتعاليمه السمحة وشريعته الغراء يُعَدُّ دين الإنسانية بأشمل معانيها؛ لأنه دين يَسَعُ الإنسانَ فى كل زمان ومكان، ويرفع شأن المعنى الإنسانى إلى أرفع مقام.
• إذا كان للإنسان الحق فى حفظ نفسه وحمايتها، فإن له الحق أيضًا فى حفظ عقله الذى به الفهم والإيمان والرشاد إلى الطريق المستقيم، والعقل هو الذى يميز الإنسان عن الحيوان. وقد نوَّهَ الإسلام بالعقل، ولا تأتى الإشارة إلى العقل فى القرآن الكريم إلا فى مقام التكريم. ويعتبر الإسلام عدم استخدام العقل خطيئة من الخطايا التى يمكن أن تُوديَ بصاحبها إلى الهلاك، وفى ذلك يحكي القرآن عن الكفار يوم القيامة قولهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ}.
• حفظ المال حق من حقوق الإنسان، فكما أن النفس معصومة فكذلك المال، فلا يحل أخذ المال بأيِّ وسيلة من الوسائل غير المشروعة، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ} [النساء 29] وأكل الأموال بالباطل يشمل كل طريقة؛ لتداول الأموال بما لم يأذن بِهَا الله أو نَهَى عنها، ومنها الغش والرشوة والقمار والاحتكار وجميع أنواع البيوع المحرمة، والربا في مقدمتها. وقد يأكل الإنسان مال نفسه بالباطل وذلك بإنفاقه في المعاصي، أو البطر أو الإسراف، وعبر بكلمة (أموالكم) للإشارة إلى أن مال الفرد هو مال الأمة مع احترام الحيازة والملكية الخاصة وإباحة التصرف بالمملوك بحرية تامة ما لم يكن هناك ضرر بالأمة أو بالمصلحة العامة. وكذلك مال الأمة هو مال الفرد فعليه المحافظة على الأموال العامة كما يحافظ الشخص على أمواله الخاصة.
• ومن حقوق الإنسان المحافظة على صحته وسلامته ودفع الأمراض عنه؛ فقد قال رسول الله ﷺ عن مرض الطاعون: "إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه" وقد عمل عمر بن الخطاب بهذا التوجيه النبوي للعناية بصحة الإنسان، وذلك حينما منع صحابته من دخول بلاد الشام لما انتشر هذا الوباء بها. ولم تقتصر عناية الإسلام بالإنسان في حياته فحسب، بل اعتنى به بعد موته؛ فقد قال رسول الله ﷺ: "لا تسبّوا الأموات؛ فإنهم أفضَوا إلي ما قدموا إليه" ووقف النبي ﷺ لجنازة يهوديٍّ مرّت أمامه، فقال أحد الصحابة: إنه يهودي يا رسول الله! فقال : إنه مخلوق خلقه الله". وهذه العناية الإسلامية بحياة الإنسان ومقوماتها نابعة من الإيمان بقيمة الإنسان الذي كرّمه الله وفضّله على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً.