روسيا بوتين اخطأت

تشهد وسائل التواصل الاجتماعي حملة تحريض ضد روسيا لتدخلها في الازمة السورية لصالح النظام وقد تناقلت الانباء عن قيام خلايا ارهابية بتنفيذ هجوم في داغستان القوقازية ادى الى اصابة (11) شخصا, وهذا يمثل ربما البداية لانتقال »داعش« واخواتها الى غلاف روسيا تمهيدا لنقل المعارك بداخلها.
زعيم الكرملن فلاديمير بوتين اختار اتباع استراتيجية الهجوم لا الدفاع وقرر مواجهة الجماعات المسلحة في سورية قبل وصولها الى بلاده. وقد اخطأ هنا لانه عجل بهذه العصابات واوجد الحوافز لدى الغالبية الساحقة لتناوله بطريقة مختلفة باعتباره عدوانيا وهذا رافقه تحريض ديني خطير من مراجع اسلامية مختلفة اباحت ضربه في عقر داره. وما نشهده اليوم هو ذات السيناريو الذي تكرر عندما اقدم السوفييت على غزو افغانستان.
روسيا بوتين اخطأت لاسباب عديدة ابرزها ان تدخلها في الازمة السورية لم يأت بقرار دولي ولا بغطاء من الجامعة ولا بالتشاور مع الدول الاقليميةوخاصة تركيا والسعودية واخطأت لانها انحازت الى ايران الشيعية ضد الاسلام السني, وعليها ان تتحضر لدفع الثمن غاليا. فهناك اكثر من (30) مليون مسلم في روسيا الاتحادية يمثلون ما نسبة 16% من السكان او اكثر وهؤلاء معظمهم ان لم يكن غالبيتهم ضد التدخل في سورية.
القيصر بوتين تلفظ بعبارات مسيئة للاسلام عندما اتهم نظيره التركي رجب طيب اردوغان بانه يسعى لاسلمة بلاده وهي بالاصل مسلمة واتهمه بدعم الارهاب وهو يقصد المعارضة السورية واتهمه بدعم داعش واخواتها وهو بذلك يحاول تقليد الرئيس الامريكي الاسبق »بوش الابن« عندما قال »من لم يكن معنا فهو ضدنا«. وهكذا بوتين روسيا يقول اليوم .. من ليس معي في الحرب مع النظام السوري فهو ضدي »وهذا سوف يجر عليه ويلات وحروب طويلة« فقد فتح عش الدبابير على بلاده.
روسيا اليوم شاركت بقتل اكثر من (300) مدني سوري اضافة الى مئات المقاتلين من المعتدلين فيما لا تشمل غاراتها سوى اقل من 10% على داعش وهذا معناه انها ذاهبة الى اعتبار ان جميع المعارضين للنظام السوري ارهابيون وانها تريد تطويع الجميع لاجنداتها السياسية خدمة لاهدافها البعيدة في العربدة على العالم.
روسيا بوتين دخلت في حرب مفتوحة مع الاسلام السياسي السني ولن تستطيع التراجع. فتدخلها الاحادي الى جانب النظام السوري ودون مراعاة مصالح الشعوب العربية والاسلامية في الديمقراطية سيؤدي الى انتقال هذه الجماعات المسلحة الى داخلها وما عملية داغستان بالقوقاز الا مؤشر على ما نقول وبكل الاحوال فالربيع الروسي قادم لا محالة.
(المصدر: الديار الأردنية 2016-01-01)