هل يتغير النهج الاقتصادي؟

تم نشره السبت 02nd كانون الثّاني / يناير 2016 02:07 صباحاً
هل يتغير النهج الاقتصادي؟
حسن احمد الشوبكي

كل السيناريوهات متاحة لإحداث تغييرات في بنية ونهج الاقتصاد الأردني، بعد الخلاص من عام كان صعبا بكل المقاييس.
وإذ أقول إن الحلول متاحة، فإن ذلك لا يعني رحيل حكومة والإتيان بأخرى تسير على الدرب ذاته المعد سلفا في النهج الاقتصادي.
ليس على درجة عالية من الأهمية أن يتوقع صندوق النقد الدولي تحقيق نمو في الاقتصاد الأردني للعام 2016 بنسبة 3.7 %، وليس محتما أن تصدق توقعات "الصندوق" بانضباط التضخم عند النسب التي أعلنها. الأكثر أهمية، في تقديري، أن يشعر المواطن بتحسن ونمو مستوى المعيشة، وأن تتقدم قدراته الشرائية، ويجد متنفسا من قيد الضرائب والرسوم التي تحيط به من كل جانب. في موازاة ذلك، لا يمكن أن نضع رؤوسنا في الرمال ونقول إن الغلاء في بلادنا أمر طبيعي، وإننا في ذلك نشبه باقي دول المنطقة. فالحقيقة المرة التي حملناها معنا من العام الماضي تؤكد أن عاصمتنا عمان تقع ضمن قائمة أغلى خمسين مدينة في العالم.
ثمة أحمال ثقيلة أخرى انتقلت إلى العام الجديد، تزيد من منسوب القلق في حياة الأردنيين. فالمديونية التي اقتربت من 35 مليار دولار أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تشير من دون أدنى شك إلى أن النخبة التي تتحكم بالقرار الاقتصادي تمضي بالبلاد إلى مربعات ضيقة قاسية، يدفع ثمنها المواطنون اليوم، وسيدفعون حتما أثمانا أكبر في السنوات المقبلة، بسبب تصاعد عبء المديونية وعبء خدمة الديون. وفي ظني أن كل التصريحات الحكومية خلال عام مضى، ومثلها النقاشات تحت قبة البرلمان، لم تقدم أفكارا خلاقة لحلول تسهم في التخفيف من عبء المديونية. لكن ثمة ما يدعو إلى التفاؤل الحذر. إذ من المرجح أن تشهد الحدود الأردنية العراقية تحسنا نسبيا في حركة التجارة خلال الأشهر المقبلة. وبعد الجهد الجبار الذي قدمته القوات المسلحة الأردنية على امتداد السنوات الماضية، لضمان الأمن على حدودنا مع سورية، هناك فيما يبدو تفاهمات سياسية للمملكة مع قوى دولية لضمان الاستقرار على الجبهة الشمالية. وهذا من شأنه أن يساند أي جهد اقتصادي لتحسين الأوضاع.
وبعيدا عن الحدود، فإن عددا من المشروعات الاستراتيجية ذات الصِّلة بالطاقة وإمداداتها ستبدأ بالظهور كحقيقة خلال العام الجديد، بما يقلص من حجم الضغوطات على الاقتصاد بسبب تحديات توفير الطاقة. ومن المرجح أن يكون العام 2017 عاما للحسم في بعض أسئلة الطاقة، بعد أن تكون مشاريع الطاقة النووية والزيت الصخري والشمس والرياح وغيرها، قد بدأت اختباراتها الفعلية، أو بدأت تسلك طريقا واضحة توصلنا إلى نقطة يمكن البناء عليها لاحقا.
السؤال بعد هذا كله: هل توجد للأردنيين فرصة لتصويب مسارهم الاقتصادي بعد تجارب مريرة ضخمت من أعباء المديونية والضرائب، وجعلت المواطن وكأنه في حرب مفتوحة مع الغلاء؟
من حقنا أن نصوب النهج وما تعثر منه.

(المصدر: الغد 2016-01-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات