أين ذهب الوفر البترولي؟

تم نشره السبت 02nd كانون الثّاني / يناير 2016 02:09 صباحاً
أين ذهب الوفر البترولي؟
د. فهد الفانك

من المتوقع أن تصل كلفة مستوردات الأردن هذه السنة من البترول الخام والمشتقات النفطية إلى 3ر2 مليار دينار. ولولا الانخفاض المفاجئ في الأسعار العالمية للبترول لكانت الكلفة 5ر4 مليار دينار على الأقل، وبذلك يكون الوفر المتحقق، دون أن يكون لأحد فضل فيه، حوالي 2ر2 مليار دينار، أو أكثر قليلاً من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، فأين ذهب هذا الوفر الهائل، وما هي الجهات التي استفادت منه وحصة كل منها، وهل كانت هناك طرق أخرى للتعامل مع هذا المبلغ الكبير بحيث ينعكس كله أو جزء منه على النمو الاقتصادي، والمديونية، وعجز الموازنة.
هذه النواحي التي كان يمكن أن تستفيد من انخفاض أسعار البترول إلى أقل من النصف، لم تستفد من هذا الحدث العالمي، ذلك أن أرقام وتقديرات وزارة المالية (خطاب الموازنة) تدل على أن النمو الاقتصادي انخفض إلى 5ر2%، والمديونية ارتفعت بنسبة 10%، وعجز الموازنة زاد بنسبة 57% عما كان عليه في السنة السابقة.
هذا لا يعني أن المكسب البالغ 2ر2 مليار دينار تبخر في الهواء على طريقة (وين راحت المصاري؟)، فهناك جهات استفادت من هذا الوفر الهائل:
المستفيد الأول هو شركة الكهرباء الوطنية التي ما زالت تخسر ولكن خسارتها انخفضت بمبلغ يناهز مليار دينار.
المستفيد الثاني هو قطاع النقل العام والخاص، فهو يعتمد على البنزين الذي هبطت أسعاره المحلية بنسبة 40%. وذهب قسم كبير لصالح المواطنين الذين يملكون سيارات خاصة يعتمدون عليها في تنقلاتهم وأصبحوا يملأون خزانات سياراتهم بسعر مخفض.
كذلك استفاد المستهلك من حيث أن مستوى الأسعار في الأردن (التضخم) كان يمكن أن يرتفع بنسبة 3% لولا تأثير العامل البترولي، فانخفض بمقدار 8ر0% مما يعني أن المستهلك وفر 8ر3% من موازنته على جميع المواد، وهو وفر يمكنه من زيادة مدخراته إذا كان مدخراً، أو زيادة استهلاكه وتمكينه من شراء سلع وخدمات أكثر ورفع مستوى معيشته.
الحكومة لم تحاول الاستفادة مما حدث في تحسين مؤشرات الاقتصاد الأردني والمالية العامة، بل تركت كل المنفعة أو معظمها تذهب إلى جيوب المواطنين، خلافاً للانطباع السائد من أن الحكومة لا تمد يدها إلى جيب المواطن إلا لتأخذ!.

(المصدر: الرأي 2016-01-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات