بعد انتهاء المنخفض .. اردنيون يلقون الخبز في القمامة
المدينة نيوز - : يعتبر إلقاء الخبز في حاويات القمامة أو في الأزقة وعلى جنبات الطرق امتهانا للنعمة وإضاعة للمال الذي بذل فيه، ويشكل سلوكا غير حضاري، حسب العديد من المواطنين.
ففي الكثير من الأحياء يتخلص مواطنون من الخبز بطريقة غير حضارية لا تتفق مع حقيقة أنه أساس الأمن الغذائي، فيلقونه بطريقة عشوائية في حاويات القمامة او بقربها.
وفي مناطق أخرى يبدو المشهد مختلفا، فأكياس الخبز الجاف تنتشر على أسوار العمارات، في مظهر آخر يعبر عن السلوك الاجتماعي والغذائي، كما يشير الى ذلك احد المواطنين.
ويقول خالد حسن (موظف) معلقا على ذلك، إن كل ما نشاهده من مظاهر سلبية مثل رمي الخبز الجاف والزائد عن الحاجة بشكل عشوائي وغير حضاري هي مظاهر سلبية، ولكن بإرادة ومجهود بسيط منا جميعاً وبمتابعة من قبل الجهات المسؤولة، ربما نسهم في التخفيف من هذه الظاهرة قدر المستطاع، لنصل في يوم من الأيام إلى تعديلها.
فالخبز كما يقول "يمكن تجفيفه بوضعه في كرتونة أو صندوق وتعريضه للهواء والشمس في الخارج، ومن ثم استعماله كطعام للحيوانات".
ويرى عامل الوطن محمود حسين، أن رمي الخبر حالة سيئة نشاهدها كل يوم في الشارع، وغالبا ما نجد أكياس الخبز في حاويات القمامة، وأحيانا أخرى على جنبات الطرق، معتبرا أن هذا سلوك غير حضاري ونابع من عدم الشعور بالمسؤولية، والافتقاد الى ثقافة الاهتمام بنظافة الشارع والمدينة.
ويؤكد أن هذه الظاهرة تشاهد في أغلب الاماكن، داعيا إلى الاقتصاد في شراء الخبز ومحاولة "اكل الخبز المتوفر في البيت قبل شراء كمية أخرى"، متسائلا "لماذا لا نعلم أطفالنا منذ الصغر ان الخبز مادة استراتيجية لا يجب التفريط والعبث بها، وأن الشارع ملكهم ويجب أن نحافظ على نظافته؟" - وفقا لبترا - .
أحد المواطنين بادر الى تخصيص مكان للخبز الجاف والزائد عن الحاجة، بوضع صفائح خالية كتب عليها عبارة "مكان مخصص للخبز الجاف والزائد" للحد من استخدام اسوار وجدران العمارات أو القاء الخبز على الارض، مؤكدا ان هدفه تعزيز ثقافة النظافة بين ساكني العمارة التي يقطنها، وإضافة الى ذلك علق لوحات ارشادية على مدخل البناية يطلب من ساكنيها الالتزام بالنظافة العامة وعدم وضع أكياس القمامة في مدخل العمارة وامام الشقق وعلى الارصفة، للحد من انتشار الامراض وحفاظا على السلامة العامة والمظهر الحضاري.
عبد الجبار الذي يعمل في مجال بيع الخبز الجاف والزائد عن الحاجة، يقول انه "يجمع الخبز من الطرقات واحيانا من حاويات القمامة"، مبينا انه يجمع 25 إلى 30 كيلوغراما يوميا، وبعد ذلك يقوم بتجفيفها، ثم بيعها لمربي المواشي والاغنام بسعر رمزي الأمر الذي يساعده في معيشته، والتخلص من الخبز بطرق سليمة.
ويسعى عبد الجبار وفق ما يقول الى زيادة الكمية وبيعها لأصحاب مطاحن الخبز "الجاروشة" حيث يتم طحنها والاستفادة منها بشكل أعلاف للحيوانات.
لكن الاربعينية (أم احمد) تكتفي بسرد قصة صغيرة يستفاد منها في كيفية التخلص من الخبز الزائد، إذ تقول "يوجد بجانب بيتي أشجار، وقد وضعت قطعة خشب صغيرة على أحد أغصان الشجرة بشكل محكم، وأقوم بتثبيت الخبز اليابس عليها بعد طحنه لتأكل منه الطيور".
25 مليون رغيف هدر العام الماضي مندوب وممثل نقابة أصحاب المخابز في لواء عين الباشا يونس النبالي، يؤكد وجود هدر في الخبز في الأيام العادية، وكذلك في المنخفضات الجوية أو الطوارئ، مستذكرا المنخفضات الثلجية العام الماضي مثل "هدى واليسا وبشرى"، وان مقدار ما تم هدره العام الماضي من الخبز حوالي 25 مليون رغيف.
ويوضح أن المخابز تستعد دائما للظروف الجوية، كما أن وزارة الصناعة والتجارة والتموين تزود المخابز بالطحين المدعوم لفترة تغطي المنخفض الجوي أو الحالة الطارئة، لكن هناك من يشترون خبزا بخمسة دنانير، وهذه كمية ستزيد عن الحاجة ويكون مصيرها في حاويات القمامة، مشددا على اهمية أن لا يبالغ المواطن في شراء الخبز والاكتفاء بحاجته منه.
ويدعو النبالي الى تكريس ثقافة النظافة العامة وعدم تغييب عامل الحفاظ على البيئة، داعيا الى تعميم مبادرة وضع الصفائح المعدنية المكتوب عليها مخصص للخبز الجاف والزائد عن الحاجة "لأن رمي هذه النعمة بالطرقات تصرف غير حضاري".
ويؤكد الشيخ علي ابو هاشم أن الخبز والطعام من النعم التي توجب الشكر والمحافظة عليها والبعد عن امتهانها، مشيرا الى أن إلقاء الخبز في صناديق القمامة أو النفايات فيه امتهان لهذه النعمة وإضاعة للمال الذي بذل فيه.
ويدعو الى تقديم الزائد عن الحاجة للفقراء، أو وضعه في أكياس منفصلة ليعرف عامل النظافة أن فيها طعاما يمكن أن يقدم للدواجن والماشية، لقوله تعالى "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ".