الفدائيون الجدد

عملية فدائية واحدة في تل ابيب نفذها الفدائي الفلسطيني رامي ملحم يوم الجمعة الفائت ضد الصهاينة وقوات الاحتلال.. تمكن بعدها من الفرار والاختفاء دون ان تتمكن اجهزة العدو حتى الان من معرفة مكانه. كانت عملية كفيلة ببث الرعب بين الاسرائيليين حد التزام بيوتهم وعدم الخروج منها، واكثر من ذلك مهاجمة نتنياهو بشدة وهو الذي لا يلقى مجرد كلمة ضده عربيا ومن السلطة الفلسطينية.
وهو فدائي حقيقي لانه استطاع احياء الذاكرة واسترجاع صور الشهداء الابطال الذين نفذوا عمليات بذات المستوى ايام كان النضال من اجل فلسطين جديا تتنافس عليه الفصائل باعمال بطولية، ولطالما نفذت عمليات كبيرة في ترشيحا وتل ابيب وضد المستوطنيين والاسرائيليين، ومنها عمليات شهيرة جدا كتلك التي كانت ضدهم في ميونخ وغير ذلك الكثير ايضا. واليوم حالها مبعث للأسى وهي تجلس في احضان الحكومات الاسرائيلية عمليا، وها هي قيادات ورموز تاريخية تتواجد تحت ارادة قوات الاحتلال ولا تستطيع التنقل دون اذنها رغم منحهم بطاقات مهم جدا.
لا يحتاج الشعب الفلسطيني لاسترداد حقه في الدفاع عن حريته في دولة مستقلة كما كان مطلوبا دائما سوى لعدد من امثال رامي ملحم، ولو ان تنظيمات بوزن الديمقراطية والشعبية وفتح وباقي الفصائل تسترد جزءا من عافيتها وتعود لسيرتها الاولى في التخطيط والتنفيذ لمقارعة العدو فانه لن يمر وقت لتجد نفسها في المكانة الثورية التي كانت يوما وهي الان بلا اي وزن في المستويات كافة. اما اكثر ما يثير القرف والسخط فانه استنجاد اجهزة العدو باجهزة السلطة لمساعدتها في العثور على الفدائي البطل رامي ملحم.
الاهتمامات اليوم تدور حول ما يجري في سورية واليمن والعراق وليبيا وابرزها توجيه الانظار لمجموعة يمنية وصفت بالجهادية قيامها برجم رجل وامرأة، وليس خافيا ان الثورات التي يكتب لها النجاح هي تلك التي تكون ضد الانظمة الفاسدة من اجل الكرامة والحرية، فأي وصف يليق بما يجري، وهل الثورة الفلسطينية ما زالت مستمرة حقا.
(السبيل 2016-01-06)