النمو الاقتصادي والعجز المالي.. ماذا يقول الصندوق؟

تم نشره الخميس 07 كانون الثّاني / يناير 2016 12:45 صباحاً
النمو الاقتصادي والعجز المالي.. ماذا يقول الصندوق؟
د. فهد الفانك

يعتبر نظام الأولويات أهم أداة تقود صانع القرار الاقتصادي، ذلك أن الأهداف الاقتصادية المرغوب في تحقيقها قد تكون متناقضة، بحيث أن تحقيق أحد الأهداف لا يكون إلا على حساب هدف آخر.

أحد أهم التناقضات الرئيسية الراهنة في السياسة الاقتصادية تحفيز النمو الاقتصادي من جهة وتخفيض عجز الموازنة وبالتالي المديونية من جهة أخرى.

هذان الهدفان مرغوب فيهما. المشكلة أن أحدهما يمكن أن يتحقق على حساب الآخر ، فتحفيز النمو الاقتصادي يتطلب زيادة الإنفاق العام وخاصة الرأسمالي مما يزيد العجز ويرفع المديونية.

بعثة صندوق النقد الدولي ، التي زارتنا مؤخراً ، واجهت هـذه الإشكالية ، فما كان منها إلا أن طالبت بالموازنة بين تحفيز النمو وتخفيض العجـز ، وهذا حل إنشائي ، يصلح إعلامياً ، ولكنه لا يرشد صانع القرار.

المعروف أن درء الضرر أولى من تحقيق المنفعة، وفي هذه الحالة فإن زيادة عجز الموازنة وارتفاع المديونية هو الضرر، في حين أن تحسين نسبة النمو الاقتصادي هي المنفعة.

منطق الأولويات يجب أن يقود السياسة الاقتصادية باتجاه تخفيض العجز ومنع المديونية من التفاقم ومحاولة تحفيز النمو بإجراءات أخرى غير رش الماء المقترض، وهذا ما يجب أن يكون لب عملية الإصلاح الاقتصادي.

يؤيد هذا الخيار أن النمو الاقتصادي لا يتوقف على حجم إنفاق الحكومة الجاري والرأسمالي فقط، فالجزء الأكبر من النمو يحققه القطاع الخاص، وفي حين أن السيطرة على العجز والمديونية لا تحققها سوى إجراءات الحكومة.

من النفاق والجبن والتهرب من المواجهة برفع شعار تحفيز النمو الاقتصادي وضبط العجز والمديونية في الوقت ذاته، فالأساس أن نقرر من له الأولوية في حالة التناقض القائمة.

كان على خبراء صندوق النقد الدولي أن يتحلوا بالجرأة، ويقولوا لنا ما إذا كان يجب زيادة الإنفاق لتحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل، أم تخفيض العجز في الموازنة وميزان المدفوعات والحيلولة دون تفاقم المديونية.

النمو الاقتصادي مهم جداً، ولكن يجب استنفاد جميع الوسائل الأخرى لتحفيزه غير الوسيلة السهلة وهي التوسع في الإنفاق الحكومي بأموال مقترضة. ماذا عن تحسين مناخ الاستثمار وجذب المستثمرين؟

(الرأي 2016-01-07)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات