أصوات عراقية مخنوقة

تم نشره الأحد 10 كانون الثّاني / يناير 2016 01:08 صباحاً
أصوات عراقية مخنوقة
عبدالعزيز السويد

الأصوات العراقية الحرة ضد التغول الإيراني في العراق أصبحت أضعف من ذي قبل، والسبب أن إيران بسطت نفوذها على الكل فهي تدير اللعبة السياسية ورموزُها -أو عملاؤها- يتصارعون عليها، أي على طهران لا على مصلحة العراق. أما من يرتفع صوته ضد التغول الإيراني فإن الميليشيات المسلحة الطائفية تقف له بالمرصاد.

حتى إعلامياً، مازالت جرائم هذه الميليشيات مخفية وبعيدة من الاهتمام الدولي الذي تستحقه، وكل من يمسها يصنف بالإرهاب الـ «داعشي»، لأن المسموح به في العراق هو الإرهابي الحشد- إيراني.

في العام 2007 أصدر تجمع للعشائر الشيعية في جنوب العراق بياناً يناشد الأمم المتحدة، ونقلته «رويترز» وقتها بالنص: «استنكر بيان صادر عن تجمع لعشائر شيعية بجنوب العراق التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي، ودعا الأمم المتحدة إلى إيفاد بعثة لدرس ما ارتكبه النظام الإيراني وأياديه في المحافظات الجنوبية من الجرائم طوال السنوات الأربع الماضية». وجاء في البيان الصريح أن «أكثر الطعنات إيلاماً وأكثر الخناجر تسمماً، هي التي غرزها النظام الإيراني في خاصرتنا نحن الشيعة في العراق، عبر استغلال مذهب الشيعة وبشكل مخجل لتحقيق نواياه الشريرة». والبيان، كما نوهت الوكالة، وقّعه «14 رجل دين و600 شيخ عشيرة و1250 حقوقياً ومحامياً و2200 طبيب ومهندس وأستاذ جامعي و25 امرأة» انتهى.

هذه الأصوات العراقية الحرة استطاعت أن تعزل وتفرق بين التشيع مذهباً واستغلاله سياسياً من نظام طهران وعملائه في العراق، لكنها لاحقاً وجدت نفسها بين مطرقة الميليشيات الطائفية العملية بالاغتيالات والتهديد، وسندان السلطة التي تدار من طهران. كثير من العراقيين الأحرار، حتى خارج العراق، يحذرون من المساس بتغول إيران في وطنهم، ومن أبسط الأمور تهديد حياتهم وحياة من تبقى من عائلاتهم في العراق والاستيلاء على ممتلكاتهم، وإيران لا تكتفي بذلك، بل تلاحق العراقيين حتى خارج العراق، مثل الإعلامية العراقية نرمين جعجع التي تحاكم في المملكة المتحدة بعد أن جندت السفارة الإيرانية هناك محامين ورفعت قضية في المحاكم تتهمها فيها بـ «تقويض النظام الإيراني»، هذا النظام الذي يعمل بكل ما يستطيع من قوة لتقويض الدول العربية وتهجير مواطنيها على مسمع وبصر «المجتمع الدولي».

(الحياة اللندنية 2016-01-10)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات