نمو اقتصادي أم تنمية اجتماعية؟

تم نشره الإثنين 11 كانون الثّاني / يناير 2016 12:46 صباحاً
نمو اقتصادي أم تنمية اجتماعية؟
د. فهد الفانك

في النموذج الرأسمالي يتم التركيز على النمو بمعنى التوسع والتمدد وتكبير الحجم وارتفاع الأرقام الكمية. وفي نموذج بلدان العالم الثالث يتم التركيز على معايير أخرى مثل عدالة التوزيع ، تحسين الخدمات ، التوازن ، التكامل ، والإصلاح الإجتماعي مما يدخل تحت باب التنمية.

بلدان العالم الثالث لم تحقق النمو بمعنى التوسع ، ولم تنجح في تحقيق التنمية بمعناها الاجتماعي والإنساني ، وما زالت متخلفة بجميع المقاييس بالمقارنة مع الغرب.

في المجال الصحي مثلاً يحسب نمواً أن تبني مستشفى اخر ، ويحسب تنمية أن يتم تحسين كفاءة العمل في المستشفيات الموجودة وتقديم الخدمة الجيدة لأوسع الجماهير بأقل التكاليف.

وفي المجال التربوي بحسب نمواً أن يزداد عدد المدارس والمعلمين والطلبة ، ويحسب من التنمية تحسين قدرات الطالب على التفكير والإبداع.

في مجال التنمية نجد مشاريع قد لا تدر ربحاً أو دخلاً مثل مشاريع الطرق والجسور والسدود ومصادر المياه والطاقة والقدرة على التكيف ومواجهة المتغيرات.

مفاهيم التنمية في العالم الثالث موضوعة على الرف ، فالمهم هو النمو الذي يستطيع المسؤول أن يفخر بتحقيقه, نقول مثلاً ان الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 5% ونعتبر ذلك إنجازاً حتى لو صاحبه ارتفاع في أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل.

ونقول أن احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية ارتفع حتى لو صاحب ذلك ارتفاع في العجز والمديونية الأجنبية.

في الحالتين تحقق النمو بالمقياس الكمي ، ولم تتحقق التنمية بالمقياس النوعي ، فالتنمية تعني تخفيض الفقر والبطالة وتحسين مستوى التعليم والخدمات الصحية.

هذا لا يعني أن النمو مرفوض ، بالعكس فهو مطلوب ومستهدف شريطة أن تصاحبه تنمية ، وأن يستخدم النمو في دعم التنمية بجميع أبعادها الاجتماعية والإنسانية.

الناتج المحلي الإجمالي ليس المقياس الوحيد للتقدم الاقتصادي والاجتماعي ، فهناك نوعية الحياة ، ولها مقاييس أخرى إلى جانب حصة الفرد من الدخل. وليس هناك ما يمنع أن تكون نوعية الحياة في بلد محدود الموارد كالأردن أفضل من نوعية الحياة في بلد يطفو على بحر من الثروات الطبيعية.

التنمية عملية اقتصادية واجتماعية ، وقد ابتكر الأردن اصطلاحاً جديداً هو التنمية السياسية التي لم يقدم لها حتى الآن نموذجا معرفيا محددا.

(الرأي 2016-01-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات