هبوط تكاليف المعيشة!

تم نشره الخميس 14 كانون الثّاني / يناير 2016 12:50 صباحاً
هبوط تكاليف المعيشة!
د. فهد الفانك

اعتدنا أن نشكو من ارتفاع الأسعار الذي يمثل ضغطاً على موازنة العائلة، ونعبـّر عنه بارتفاع تكاليف المعيشة. والواقع أن ارتفاع الأسعار أمر طبيعي ومتوقع منذ اختراع النقود الورقية وقدرة السلطات على إصدار المزيد منها بسهولة، مما يؤدي لاختلال العلاقة بين النقود والمنتجات، ويفرض رفع الأسعار والأجور في سباق قلما يكسبه عنصر الأجور.

هناك فرق بين ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم، فتكاليف المعيشة تهم المستهلك الذي يقارن أسعار اليوم بما كانت عليه قبل سنة، أما التضخم فيهم السلطات النقدية التي تقارن متوسط أسعار هذه السنة بمتوسط أسعار السنة السابقة.

في الحالة الراهنة انخفضت تكاليف المعيشة كما في شهر كانون الأول 2015 بنسبة 57ر1% عما كانت عليه في نفس الشـهر من السنة السابقة، في حين انخفض التضخم خلال سنة 2015 بأكملها بنسبة 88ر0% عما كان عليه خلال نفس الفترة من العام السابق.

انخفاض تكاليف المعيشة أمر إيجابي يلقي الترحيب ولا يشكو منه أحد لكنه حالة استثنائية، أما انخفاض التضخم أو التضخم السالب، فيدل على الانكماش الاقتصادي، وهو ظاهرة سلبية يحاول البنك المركزي أن يعالجها كما فعل عندما خفـّض أسعار الفائدة على الدينار عدة مرات.

الرقم النهائي للتضخم قد لا يعبـّر عن اتجاه اقتصادي يدفع الأسعار إلى الارتفاع إذا جاء نتيجة لحالات غير اتجاهية مثل تغير الأسعار في المواسم الزمنية المختلفة أو حدوث طارئ خارجي مثل انخفاض أسعار البترول أو فرض ضرائب جديدة.

من هنا يحاول الاقتصاديون أن يعزلوا العوامل الموسمية مثل تقلبات أسعار الخضار والفواكه، أو الاحداث الطارئة مثل انخفاض أسعار المحروقات، ليتوصلوا إلى نسبة التضخم الأساسي الذي تسترشد به السياسة النقدية، ويقدره البعض في سنة 2015 بحوالي 6ر2%.

في هذه الحالة المختلطة، يلجأ البعض إلى أسلوب آخر في قياس التضخم، ليس على سلة المستهلك، بل على الناتج المحلي الإجمالي بأكمله، وتشير أرقام الثلاثة أرباع الأولى من السنة الماضية إلى أن نسبة المخفـّض كانت 4ر2% وهي تمثل التضخم بأوسع معانيه بصرف النظر عما إذا كانت بعض عناصره لا تدخل في موازنة الأسرة مثل الفوسفات والبوتاس وأجور العاملين في الدولة والإنشاءات.

(الرأي 2016-01-14)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات