حيي بن أخطب مستمرا

نتنياهو منزعج من صوت الاذان في المساجد ويقول انها تتسبب في ضوضاء وينبغي منعه، وغيره من الاكثر تطرفا لا يطيقون اجراس الكنائس ايضا، والهجوم على الاقصى مستمر اقتحاما وانتهاكات والاصوات تتعالى لحرقه ومعه كافة الكنائس، والكارثة انهم يعملون لفعل كل ذلك وليس فقط اعلانه، وقد وصلت الامور حدود منع الاذان فعلا في اكثر من مسجد وكذلك منع اقامة الصلاة، والحال ظاهر اكثر ما يكون في المسجد الابراهيمي في الخليل، ولأن الحال المسيحي الفلسطيني من الضعف الواضح للمواجهة عمليا بشكل مباشر فإن اللجوء يكون للغرب من اجل الحماية وهذا ما يتم فعلا.
أما الحال الاسلامي الفلسطيني فيجهد بما تيسر لانه ليس هناك مغيث من اي مرجعية اسلامية في السعودية او مصر او اي دولة اسلامية اخرى، ترى ما اهمية الازهر وخدمة الحرمين الشريفين وامير مؤمنين في المغرب او الرقة ودير الزور سوى ان نعود لاغنية سميرة توفيق «مرت سيارة حمرة» وهي اليوم لنقل القتلى والجرحى في موكب عرس مخصص للدم فقط.
ايران والسعودية وتركيا ومصر دول اقليمية مهمة وتتصارع فيما بينها رغم دينها الجامع، والعراق وسورية واليمن وليبيا دول مسلمة تعاني الويلات، ثم ان قطر والاردن والكويت والامارات والبحرين وعمان في حال المتلقي وهي ايضا مسلمة، ثم ان تونس والجزائر والمغرب مثلها وتنتظر اجتماع قمة دول عدم الانحياز، والاكثر فقرا كجيبوتي وموريتانيا والصومال والسودان ووادي الذهب وجزر القمر مسلمة ايضا بلا حول ولا قوة.
وبالذهاب نحو اندونيسيا وماليزيا المسلمتين نجدهما في همهما اولا واخيرا، وبالاتجاه المعاكس الدول الافريقية المسلمة على حال نيجيريا وبوكو حرام لا فائدة ترجى من هناك ابدا. واكثر من ذلك فأي دولة فيها جالية مسلمة كبرت ام صغرت فان حالهم الاحاطة بالخوف والتهديد والوعيد وكلهم تحت المراقبة، وليشر احد الى كتلة بشرية مسلمة في اي مكان مستقرة على حياة طبيعية. وعليه يكون الحل الوحيد بمواجهة اليهودية كونها وحدها الطرف المقابل.
(السبيل 2016-01-17)