منطقة تلد أخرى

تم نشره الأحد 17 كانون الثّاني / يناير 2016 12:58 صباحاً
منطقة تلد أخرى
ماهر ابو طير

تنهار اسعار النفط يوما بعد يوم، واذا كانت ايران تنتظر رفع العقوبات ايضا، لتزيد من انتاجها، برغم ان التوقيت ليس مثاليا لزيادة الانتاج، جراء انخفاض السعر، الا ان ذلك يعني انخفاضا اضافيا على كل الدول المنتجة. عمليا يهوي سعر النفط، ولااحد يعرف ماأذا كانت هذه حالة مؤقتة، ام دائمة، او ان النفط سوف يبقى في هذه الحدود، واذا كان الروس يخسرون هنا جراء خفض السعر، فأن الايرانيين عمليا يربحون، فهم سوف يحصلون على اموال اضافية، لم تكن منتظرة جراء العقوبات، وكان مفترضا ان تكون اكثر لولا انخفاض السعر العالمي، لكن لايضيرها ذلك، فخزائنها، سوف تتدفق اليها الاموال؟!. العرب هم الاكثر خسارة، فالدول المنتجة تخسر يوميا مليارات الدولارات، ومع نهاية العام الجاري تكون الخسائر المالية وصلت حدا خطيرا جدا، يجعل حتى الحسابات الاحتياطية والصناديق السيادية، مهددة بسحب السيولة منها، واذا بقي الحال هكذا، فأن كل الاموال المخزنة لن تصمد طويلا، وسيتم اللجوء اليها. العرب الذين لاينتجون النفط، طرف اساس، في هذه الخسارة، لان بعض المعلقين يتحدثون بشماتة كون بعض الدول العربية تخسر اموالها، وهم هنا يسقطون من حساباتهم، ترابط الاقتصاديات، وخسارة الدول العربية تعني ارتدادا مباشرا على الدول غير النفطية، على صعيد الاستثمارات والمساعدات، وتشغيل العرب من هذه الدول في الدول النفطية، اضافة، الى ماينفقه الناس من الدول النفطية في الدول غير النفطية، ونكتشف بكل بساطة ان الخسائر ليست حكرا على الدول النفطية بل سوف تمتد الى اغلب العالم العربي. معنى الكلام ان اسعار النفط اذا واصلت الهبوط، فستؤدي الى زلزال كبير في العالم العربي، جراء تجفيف الموارد، وركون اغلب الدول العربية الى اقتصاديات نفطية، حيث لم تقم اغلب هذه الدول بتنويع مواردها، والاستعداد لمرحلة مابعد النفط، بأستثناء الامارات ربما، لكن بقية الهيكليات الاقتصادية قائمة فقط على سعر النفط، وارتفاعه وموارده. بالطبع هنا من يربح امام هذه المشاهد، لكن اجمالي المشهد يقول ان المنطقة العربية اليوم عرضة لتغيرات اقتصادية جامحة سوف تتحالف مع الواقع السياسي والامني والعسكري والاجتماعي، وكأننا امام منطقة جديدة كليا يتم توليدها من رحم المنطقة القديمة، خلال السنين الخمس المقبلات.

(الدستور 2016-01-17)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات