«رأس المال»... خف علينا شوي
أنا أدرك أننا جميعا نمر بأزمة اقتصادية خانقة، واقصد بكلمة «جميعنا» المواطن والحكومة وأصحاب رأس المال وهذا أمر يحتاج لمقاربة مختلفة خلاقة.
هذه الخوانق الاقتصادية تأتي في ظرف غير عادي، فالمسألة ليست اقتصادا فحسب بل هي امن وفوضى وإقليم ملتهب وحروب بالوكالة.
من هنا يجب علينا أن نتحلى بالمسؤولية الوطنية ولن يكون ذلك إلا بتقدير الظرف والاتفاق على وصف الواقع الاقتصادي كما هو بعيدا عن الشماعات التي لا تجدي نفعا اليوم.
أنا لا أقبل أن تخرج الناس للشارع من أجل الاعتراض في هذا الظرف القاسي جدا على الجميع، كما لا أرضى أن تواصل الحكومة هجومها على جيوب الناس.
أما الجهة الثالثة التي نطالبها بتفهم الوضع وان تتصالح معه وألا تلجأ لطريقة «لي الذراع» فهي الجهة التي تمثل رأس المال وأصحاب المصالح.
يحق لكم الشكوى والتذمر ويحق لنا وللحكومة كذلك، لكن يحق للوطن أيضا في هذه اللحظات الصعبة أن نقف معه بدون غرض إلا استمراره وبقاءه وعبوره لفوضى ما يجري في الإقليم.
اليوم نحن على مفترق طريق صعب ودقيق فالقضية تجاوزت حروب الإقليم العسكرية إلى حروب أدواتها النفط وهذه معركة لا نعرف نهاياتها وتأثيراتها علينا.
القادم عصيب ومعقد ويحتاج منا جميعا أن ندرك دقته وخطورته وان ننحاز إلى الوطن كقيمة عليا لا تعلوها قيمة وهنا قد نتفاهم ونتفهم بعضنا ونمر بأمان.
(السبيل 2016-01-19)
