الظروف الاقتصادية تمنع نصف الأطفال من التسجيل في الروضة
المدينة نيوز:- عقب تفكير طويل، اتخذت عائلة عبدالله قرارها بعدم إدماج طفلهم في رياض الأطفال، على الرغم من أنها تدرك أهمية الروضة في تحضير الطفل للمدرسة وتنمية شخصيته ومهاراته الفردية، لكن ظروفا اقتصادية حالت دون ذلك.
وبحسب التقرير الإقليمي لحالة التعليم الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، الصيف الماضي، فإن "48 % من الأطفال بالأردن غير ملتحقين برياض الأطفال، فيما يقابل هذا التدني، ارتفاع في معدلات التعليم الأساسي للأطفال، من سن 6 إلى 15، لتصل إلى نحو 98 %".
وتبرر والدة عبدالله قرار الأسرة بقولها "عبدالله الطفل الأصغر في العائلة، وشقيقه الأكبر التحق برياض الأطفال، لكن مع كبر حجم العائلة وزيادة المسؤوليات، أصبحت الروضة من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها".
وتتابع "ألحقت ابني الأكبر بروضة قريبة من المنزل تابعة للقطاع الخاص، كون منطقتنا تخلو من رياض الأطفال الحكومية، لكننا اليوم لا نستطيع تحمل تكلفة روضة خاصة، كما أن بعد المسافة وارتفاع تكلفة المواصلات، يجعلان من رياض الأطفال الحكومية البعيدة عن المنزل خيارا مستحيلا".
وتعمل الأم على اعتماد الدراسة المنزلية لطفلها، كي تحضره للمرحلة المدرسة، حيث تقول "أستفيد من أوراق العمل والكتب السابقة لابني البكر لتدريس ابني الصغير، ولكوني غير عاملة أستطيع بذل جهد أكبر في تدريسه، وهو بات يعرف الحروف وبعض الأرقام، لكن ذلك لا يغني عن الروضة، وقد كنت أتمنى أن يحصل على نفس الفرصة مثل شقيقه"، وفق الغد .
من ناحيتها، تبين أخصائية الاستشارات الأسرية الدكتورة نجوى عارف أن أهمية رياض الأطفال لا تكمن بالتقدم الأكاديمي للطفل، بل بتطوير مهاراته الاجتماعية التي يتعلمها في هذه المرحلة، وبالتالي فهي مرحلة أساسية بنماء وتطور الطفل.
وتقول "خلال مرحلة رياض الأطفال يكتسب الطفل مهارات تكوين الأصدقاء والتعامل معهم، وهذا ما يوفره الجو المدرسي، إلى جانب المهارات اليدوية كالإمساك بالقلم والقص والتلوين".
وترى أن "الأهمية لا تكمن فقط في إرسال الطفل إلى الروضة، بل في اختيار الروضة المناسبة التي توظف كوادر مؤهلة تتعامل مع مرحلة الطفولة المبكرة".
وبحسب وزارة التربية والتعليم، يبلغ عدد رياض الأطفال الحكومية 1000 روضة موزعة على جميع محافظات المملكة، يلتحق بها نحو 20 ألف طفل وطفلة، فيما يبلغ عدد رياض الأطفال التابعة للقطاع الخاص 1657 روضة.
في مقابل ذلك، تبين نتائج مسح أحوال الأسرة الأردنية، الصادر حديثا عن المجلس الوطني لشؤون الأسرة، حول أسباب العزوف عن دمج الأطفال في رياض الاطفال، أن "تفرغ الأمهات لرعاية أبنائهن هو السبب الرئيس".
وبحسب نتائج المسح، فإن "49.7 % من الأسر تعزف عن إدماج أطفالها في رياض الأطفال، بسبب تفرغ الأم لرعايتهم بالمنزل، ويلي ذلك وبنسبة 16.1 %، ارتفاع تكاليف الروضة، و8.5 % بسبب عدم وجود روضة قريبة"، فيما تظهر أن نحو "خمس الأسر لا تفضل من الأساس إرسال أبنائها إلى رياض الأطفال".
ووفقا للمسح، فإن "69.5 % من الأسر أفادت بوجود رياض أطفال تابعة للقطاع الخاص في منطقتها، مقابل 49 % أفادت بوجود رياض أطفال حكومية في منطقة السكن، فيما اشتكى 45.8 % من صعوبة الوصول إلى رياض الأطفال الحكومية،
و31.5 % اشتكت من صعوبة الوصول إلى رياض الأطفال الخاصة".
وأشار إلى أن متوسط المسافة بين مكان سكن الطفل والروضة الحكومية يبلغ 2.1 كم، أما متوسط المسافة للروضة الخاصة فبلغ 1.8 كم.
وحذر من أن "جانب العرض بالنسبة للتعليم في رياض الأطفال في الأردن أقل بكثير من جانب الطلب".
ودعا إلى ضرورة "تعميم خدمات رياض الأطفال، من خلال وزارة التربية والتعليم، وأهمية توعية الأسر بضرورة إلحاق أطفالهم بها في مرحلة مبكرة من تطور الطفل".