"الكتاب" تحتفي بالشاعر محمود فضيل التل
المدين نيوز - : احتفت رابطة الكتاب الاردنيين بالشاعر محمود فضيل التل مساء أمس السبت في مقرها بعمان.
وقال الناقد الدكتور عماد الضمور في الندوة التي أقامتها رابطة الكتاب، بدعوة من بيت الشعر العربي تكريما للشاعر محمود فضيل التل في إضاءات نقدية على مجمل تجربة الشاعر: "لم يعرف عن الشاعر التل قط أنه قال شعرا في التكسب أو الهجاء، ذلك أن الشعر عنده رسالة، لذلك نجد شيوع شعر الرثاء والموت في قصائده، فالتل من أكبر عشاق الحياة ولذلك شغلته مشكلة الموت وكانت محورا أساسيا في شعره كان حسيا ومثاليا في آن واحد، فمثلما فُجع بفقدان الأشخاص كذلك فُجع بفقدان المثل العليا في مجتمعه،فولى وجهه شطر الحواس يشبعها حتى لا يكاد يُبقي عليها من فرط الإنهاك إذ ظل متماسكآ واثقا بذاته معتزآ بها لأصالة انتمائه ونبل سجاياه". وأشار الضمور في الندوة التي أدارها الشاعر الدكتور هشام قواسمة إلى ان الشاعر التل استقى من نبع ذكريات الطفولة التي طالما عزف عليها المبدعون أشجى أنغامهم ومن إربد كانت الانطلاقة حيث أحب الشاعر هذه المدينة وفتن منذ صغره بسهولها ووديانها ومناظرها الطبيعية.
وبين ان "الخطاب العراري" في شعره، له مرجعية مهمة مثلما هو في الشعر الاردني المعاصر، لذلك لا عجب أن يكون صاحب حضور في شعر محمود التل فهما يتفقان في الرؤية والهدف، إنه الالتزام بالوطن وقضاياه، فكان حضور التل في مواقف وطنية مختلفة نقرأ في شعره صورة للقدس وعمان وبيروت وبغداد بكل حب يتحدث من خلالها عن وطن واحد وهم واحد ومصير واحد، فيستمد من شعر عرار وهج التعليق بالوطن والدفاع عن قضاياه وبخاصة فيما يتعلق بذكر أسماء الأماكن ومتعلقاتها الوطنية متمسكا بهويته الأردنية عاشقا لترابه إذ يقول مخاطبا عرار في " صحو الطوفان" : ( إنا بما ناديت باق عهدنا .. فالحب للأردن لا يتزعزع... والحب للوطن الكبير فريضة وطن العروبة رغم ما يتصدع).
وقال رئيس الرابطة الدكتور زياد ابو لبن الشاعر بقراءة نقدية في تقديمه لديوان الشاعر الاخير "شاطئ من نار" الذي يضم 46 قصيدة في 160صفحة من القطع المتوسط،قصائد قصيرة تقود تجارب مختلفة في الحياة، ( قد لا أجيء غدا فالمشي اتعبني....) في القصيدة اللقاء بين الرجاء واليأس، والموت والحياة، حلم التلاقي.
وبين أبو لبن ان الشاعر التل في قصيدة (المرأة والطبيعة)، صاغ المرأة وهي متلبسة بأكثر من ثوب، إذا حضرت المرأة حضرت الطبيعة،وفي قصيدة( دائما سوف أعود) هي قصيدة عشق في امرأة يظن البعض انه يتغزل بامرأة ولكنه يتحدث عن المكان وعشقه للمكان.
وأشار إلى قصائده في الرثاء وذكريات الطفولة التي جاءت محملة بالألم وفجيعة الفقدان التي المت بالشاعر، مثلما تغنى الشاعر بفلسطين والبلاد العربية في ديوانه(من هنا أنت اتيتي)،و(عمان والنيل )، و(صمت الراوي)،و(ودم ابن يعقوب ) . من جهته قرأ الشاعر محمود فضيل التل من قصيدة اهداها لأخيه الراحل، وقصيدة بعنوان "جدار قديم"، وقرأ من قصيدة بعنوان "سيرة السبعين" : لماذا في سواد الليل تأتي كي تسألني ، على من أغمضَت عيناكِ ليلهما؟! سؤالك كم على ما فيه من معنى يعذبني..
فإني لا انام الليل أسهر كي تساهرني..
وأحفظ شعرك المغزول بالأحزان..
كي ليلا تسامرني ..
مضى هذا الزمان ..
مضى ..
مضت سبعون والأعوام تلو العام ماضية..
وأنت على ضفاف النار تصلبني ..
مضت سبعون .. (بترا)