ما وراء الصراع في سوريا

تم نشره الإثنين 25 كانون الثّاني / يناير 2016 12:52 صباحاً
ما وراء الصراع في سوريا
د. فهد الفانك

سيمور هيرش أشهر صحفي أميركي استقصائي في الحقل الاستخباري الدولي. يقدم من وقت لآخر خبطات صحفية كبرى ، يكشف فيها الستار عما وراء الأحداث. وهو الذي فجر فضيحة تعذيب السجناء العراقيين في سجون الاحتلال الأميركي ببغداد.

آخر خبطة صحفية لهيرش نشرت في مجلة لندن ريفيو أوف بوكس (7/ 1/ 2016) وتتعلق بسياسة الإدارة الأميركية تجاه الأزمة السورية.

يقول هيرش: أربعة مبادئ رئيسـية لسياسة الرئيس الأميركي أوباما تجاه سوريا ، أولها الإصرار على أن الأسد يجب أن يرحل ، وثانيها أن لا تحالف مع روسيا في الحرب على داعش ، وثالثها أن تركيا حليف مخلص في الحرب ضد الإرهاب ، ورابعها أن بين المعارضة السورية تنظيمات معتدلة تستحق دعم الولايات المتحدة.

يضيف هيرش أن بعض أركان الإدارة الأميركية ، وخاصة في المؤسسة العسكرية والاستخبارية ، لا يشاطرون أوباما الإيمان بهذه المبادئ. وهناك دلائل وأمثلة موثقة على أنهم تصرفوا ضدها ، وبعضهم جرى استبعادهم مثل الجنرال دمبسي.

ويتوسع هيرش في استعراض أشكال التعاون وتبادل المعلومات الذي كان جارياً من وراء ظهر أوباما بين السي أي ايه والمخابرات السورية ، فضلاً عن الاتصالات المباشرة على الصعيد العسكري.

باختصار كان هناك طلاق كامل في المسألة السورية بين البيت الأبيض وكل من وزارة الدفاع والقوات المسلحة ، وأن أوباما أسير مواقف متسرعة لم يعد لها علاقة بالواقع.

يبني هيرش هذه الرواية الحساسة اعتماداً على مقابلات أجراها مع مسؤولين حاليين وسابقين ، واقتباس شهادات أدلى بها هؤلاء في جلسات استماع في الكونجرس ، ووثائق سرية تم تسريبها.

خلاصة القول أن أوباما مخطئ أو مخدوع أو عنيد في التمسك بالمبادئ الأربعة المشار إليها ، وحتى الجهات الاستخبارية الأميركية حذرت من أن رحيل الأسد يعني تسلم داعش والنصرة مقاليد الحكم ، فالبديل هو الإرهاب. وأن روسيا حقيقة موضوعية لا يجوز أن يواصل الرئيس الأميركي النظر إليها بمنظار الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي.

ويؤكد بالشواهد والأدلة أن تركيا تدعم المنظمات الإرهابية ، وتسهل أعمالها ، وتمرر المقاتلين عبر حدودها ، وأن أردوجان يحلم باستعادة الدولة العثمانية بدءاً بسوريا ، ويستشهد بتقارير وتقييمات استراتيجية أميركية ترى أن المعارضة المعتدلة التي يتحدث عنها أوباما لا وجود لها ، وإن كل المنظمات التي تحمل السلاح في وجه النظام هي منظمات إرهابية.

(الرأي 2016-01-25)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات