سوريا.. حسم سياسي أم عسكري؟

تم نشره الأربعاء 27 كانون الثّاني / يناير 2016 12:48 صباحاً
سوريا.. حسم سياسي أم عسكري؟
د. فهد الفانك

لم ينعقد مؤتمر جنيف بين النظام السوري والمقاومة المسلحة يوم الاثنين الماضي كما كان مقرراً ومن المأمول أن ينعقد يوم الجمعة القادم ، فالخلاف مستحكم حول تشكيل وفد أو وفود المعارضة ، والاتفاق على الموضوع الذي يبدأ بحثه.

لا توجد معارضة في سوريا قادرة على تشكيل وفد واحد ينطق باسمها ويقابل الوفد الرسمي ليصل معه إلى حلول سياسية ، فهناك عشرات المعارضات يزيد عداؤها لبعضها على عدائها للنظام ، ويخضع كل منها لتوجيهات وأوامر تأتي من الدول التي تمولها وتسلحها.

اللاعب الرئيسي وصاحب حق الفيتو على المسرح السوري اليوم هو روسيا ، نظراً لقوتها العسكرية على الأرض وتفاهمها الكامل مع النظام الرسمي ، وهي ترى من حقها أن تسمى أعضاء في وفد المعارضة.

الوفد الثاني المقترح هو ما تمخض عنه مؤتمر الرياض وتتبناه السعودية ، ويشمل عدداً من التنظيمات العاملة في سوريا.

أما الوفد الثالث فهو ما تقترحه أميركا التي تعتبر جميع التنظيمات المسلحة العاملة في سوريا معارضة معتدلة ومشروعة ، ولا تستثني سوى داعش والنصرة.

مبعوث الأمم المتحدة ديمستورا أخذ بهذا الرأي ، وقرر شمول الجميع بدون شروط مسبقة للمشاركة في المباحثات وليكن ما يكون.

المفروض أن لا تبدأ المباحثات في جنيف بل في سوريا والرياض واسطنبول لإيجاد حد أدنى من التفاهم بين التنظيمات المسلحة ، فما فائدة الذهاب إلى جنيف مختلفين ، ولماذا لا تتم مفاوضات مباشرة بين اللاعبين الرئيسيين وهم أميركا وروسيا وإيران والسعودية وتركيا التي تخوض في سوريا حرباً بالوكالة.

حتى لو تم لقاء من نوع ما في جنيف ، فلن يسفر عن شيء ، فالاطراف لا تثق ببعضها ، ولكنها أسيرة شعارات لا تقبل التنازل عنها ولن يلتقي الجانبان وجهاً لوجه فالتفاوض يقوم به ديمستورا بحركة مكوكية بين قاعتين منفصلتين ولمدة ستة أشهر تكون خلالها القضية قد حسمت على الأرض.

موضوع التفاوض ليس محسوماً ، فالبعض يريد أن تبدأ مناقشة الحل الانتقالي على الفور وبدون مشاركة الأسد ، الذي بدوره يرفض مجرد التفاوض مع الإرهابيين ، لكنه يقبل الاستماع إليهم ، فالحل السياسي في نظره يصبح ممكناً بعد القضاء على الإرهاب.

روسيا قلبت ميزان القوى رأساً على عقب ، فالجيش السوري الآن في حالة تقدم كاسح بغطاء روسي فعال. والتنظيمات الإرهابية تتخلى عن مواقعها لتنجـو بجلدها ، والقضية في طريقها لأن تحسم في الميدان وليس في جنيف.

(الرأي 2016-01-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات