المربعانية تمهد للخمسينية بـ 30 % من الموسم المطري

المدينة نيوز - :  بدأت الاحد خمسينية الشتاء منهية بذلك المربعانية التي بدأت في 22 كانون الأول الماضي، والتي تميزت بتجاوز المجاميع المطرية العامة المفترض تحقيقها لهذه الفترة في اغلب مناطق المملكة، باستثناء المناطق الجنوبية والاغوار الجنوبية، بحسب بيان لدائرة الارصاد الجوية.

وتراوحت مجاميع الامطار التي تحققت في المربعانية لهذا الموسم بين 30- 206ملم وبنسبة مساهمة في المعدل المطري الموسمي العام بين 7 - 48 بالمئة، وشكلت الأمطار التي هطلت خلالها 30 بالمئة من الموسم المطري العام، فيما يشكل المجموع المطري ما بعد المربعانية ما نسبته 46بالمئة، ما يعني أن التأثير الأكبر في جودة الموسم المطري يعتمد كثيرا على كميات الامطار ومجاميعها التي تهطل بعد المربعانية.

وشهدت المملكة في مربعانية هذا الموسم ثلاث منخفضات جوية مصحوبة بكتل هوائية باردة من أصل قطبي تدنت فيها درجة الحرارة في أغلب مناطق المملكة حيث سجلت محطة الشوبك أقل درجة حرارة صغرى خلال هذه الفترة بلغت (-10) اول من امس، بالتزامن مع تساقط الثلوج وتراكمها بسماكات تراوحت بين 1- 10 سم بحسب المناطق.

وتقسم خمسينية الشتاء التي تبدأ اليوم وتستمر 50 يوما حتى 20 آذار الى اربعة اقسام كل قسم مدته اثنا عشر يوما ونصف اليوم حسب ما هو متعارف عليها شعبيا وهي: الفترة الاولى: سعد ذابح وهي فترة باردة تمتد من 31 كانون الثاني وحتى 11 شباط.

الفترة الثانية: سعد بلع من 12- 24 شباط.

الفترة الثالثة: سعد السعود ويمتد من 25 شباط الى 9 آذار.

الفترة الرابعة: سعد الخبايا ويمتد من 10 - 21 آذار.

ولكل فترة من هذه الفترات مدلولات شعبية، وخصائص تميزها عن غيرها، ترسخت على شكل امثال راكمتها السنين في الموروث الشعبي، حيث يتصف سعد الذابح بشدة البرد وهو امتداد لبرد المربعانية، فيما يتصف سعد بلع بالهطول المطري حيث الأرض تبدأ بابتلاع المياه لتفيض في نهايته الأنهار والآبار وتبدأ الخضرة بالظهور بشكل أوضح.

أما سعد السعود وهو المرحلة الثالثة من خماسينية الشتاء وفيه تبدأ النباتات بالاخضرار وتدب فيها الحياة بعد أن تكون الأرض امتلأت بالماء وأخذت حاجتها منه، وآخر مراحل الخماسينية هي سعد الخبايا والذي قالت فيه العرب "سعد الخبايا تتفتل فيه الصبايا"، ويعتبر آخر أيام الشتاء، لذا تكون أيامه أكثر دفئا من غيرها وتبدأ الأفاعي والزواحف بالخروج من جحورها.

وتشكل أمطار خمسينية الشتاء ما نسبته 38 بالمئة من امطار الموسم المطري، وتمتاز بسرعة حركة المنخفضات الجوية باتجاه المنطقة، وهي فترة قد يتكرر فيها سقوط الثلوج.

ويشير السجل المناخي للأردن الى حالات عديدة من احداث الطقس لمواسم سابقة تتطابق مع الموروث الشعبي حيث يمكن ان تتدنى درجة الحرارة الصغرى الى 5ر12 درجة مئوية تحت الصفر كما حدث في السادس من شباط عام 1993 في راس منيف، وربما يتم تسجيل كميات كبيرة من المطر خلال 24 ساعة حيث سجلت منطقة الحسن بالطفيلة 121 ملم بتاريخ 11 شباط عام 1974.

وفي نهاية خمسينية الشتاء ومع بداية الاعتدال الربيعي حيث يتساوى الليل والنهار على الكرة الأرضية تبدأ المنطقة بالتأثر بالمنخفضات الخماسينية، حيث يكون الطقس حارا وجافا ومغبرا لأنها تتشكل فوق الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا وتتحرك بموازاة الساحل الشمالي للقارة الأفريقية، ثم تندفع شمالاً وصولا للسواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط لتتمركز فوق جزيرة قبرص، وتندفع كتلة هوائية باردة تؤدي إلى تكاثف الغيوم وسقوط الأمطار بعد الطقس الحار، وقد يكون تأثيرها على الجنوب أكثر منه في الشمال، وتشكل الأمطار في هذه الفترة ما نسبته 7 بالمئة من معدل الهطول المطري العام. (بترا)