أبوغزاله: تهاوي أسعار النفط ليس بسبب العرض والطلب، وستعود للارتفاع بإرادة استراتيجية دولية
المدينة نيوز- توقع الدكتور طلال أبوغزاله أن تعاود أسعار النفط العالمية الصعود بقوة مرة أخرى خلال العام المقبل، مشددا على أن ما يمر به العالم حاليا من تهاوي في أسعار النفط ما هو إلا حالة مؤقتة جاءت نتيجة إلى بعض العوامل السياسية الوقتية التي ستضمحل.
وأكد أن التراجع في أسباب النفط ما هي إلا أسباب استراتيجية وليست أسباب في العرض والطلب قائلا:" لا يمكن الحديث في هذا الموضوع بالذات عن العرض والطلب فالنفط ليس سلعة تجارية بل هو استراتيجية".
وخلال ندوة صحافية للدكتور طلال أبوغزاله في الدوحة بعنوان "ما وراء تهاوي أسعار النفط" تساءل عن مبررات تراجع أسعار النفط بنحو 75 عن المستويات التي كان عندها في الفترة السابقة بالرغم من أن الطلب لم يتراجع بنحو 75%، مشيرا إلى أن النفط يعتبر السلعة الوحيدة التي لم تخضع لاتفاقيات منظمة التجارة العالمية.
وقال إن موضوع التراجع يبقى خاضعا للدول صانعة القرار على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن أسعار النفط ستعاود الارتفاع في أي لحظة وأن هذا التراجع مبالغ فيه، قائلا: "هو قرار يخضع للتوجهات الكبرى للمصالح العالمية.
ولفت أبوغزاله إلى ضرورة أن تبني المنطقة اقتصادياتها على المعرفة حتى لا تبقى حبيسة تقلبات أسعار النفط طلوعا ونزولا، مشيرا إلى التقدم الكبير الذي حققته فنلندا غير النفطية في هذا المجال نتيجة بنائها اقتصاد يستثمر في المعرفة، حيث أن الاستثمار في المعرفة هو مصدر الثروة الوحيد في المستقبل.
وأضاف ان النفط غير المباع يظل موجودا تحت الأرض ليباع في المستقبل ربما بأسعار أفضل، وأوضح أن الاستعمال الأفضل للنفط ليس للطاقة بل كمادة أولية للصناعات والأدوية وهذه بحاجة مستمرة له
وقال أبوغزاله: إن دول التعاون الخليجي استفادت في السنوات الماضية من الطفرة النفطية وإطلاقها لمشاريع كبرى في مجال البنية التحية التي تساهم في بناء اقتصاد قوي وصلب، تكون فيه الثروة النفطية رافدا وداعماً للاقتصاد في صورة ارتفاع أسعاره في الأسـواق العالمية.
ولفت أيضاً إلى ضرورة تحويل الاختراعات إلى مشاريع تجارية استثمارية لتعود بالنفع على الجميع. وتحدث ضرورة إنشاء مراكز معرفة وجامعات عن بعد لتتيح فرص التعليم الافتراضي عن بعد وللجميع وضرب مثلا بأبناء دولة فنلندا الذين ينتجون المعرفة ويبيعونها للعالم.
ودعا إلى التنبه للمستقبل بتطوير المساقات المفتوحة للجميع عبر الإنترنت بطرق يصعب التنبؤ بها، وقال إنه مع تحول المحتوى من الصفحة المطبوعة والكتب الدراسية إلى الحاسوب المحمول والحاسوب اللوحي، وجب الاستعداد لمرحلة جديدة في مجال التعليم التي لا تزال تشهد العديد من النقائص في المنطقة العربية.