فيروس الزيكا والألعاب الأولمبية
ستقوم منظمة الصحة العالمية WHO بعقد اجتماع طارئ في جنيف مطلع الشهر الحالي للتباحث حول موضوع انتشار فيروس الزيكا في أمريكا الجنوبية وخاصة في البرازيل ، حيث تعتبر هذه المرة هي المرة الرابعة لعقد اجتماع طارئ بعد انتشار جنون البقر وانفلونزا الخنازير والإيبولا، وهذا ما أعلنته مديرة المنظمة مارغريت تشان بعد تسجيل انتشار سريع لهذا المرض في الآونة الأخيرة ، والذي أصاب حتى الآن 23 دولة في العالم ، وهناك توقعات حول احتمالية انتشاره في دول أخرى من العالم ، لذا تحاول منظمة الصحة
العالمية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والسريعة للتعامل مع هذا المرض
خاصةً بعد الانتقادات اللاذعة التي لحقت بها نتيجة تفاعلها مع مرض الأيبولا في العام الماضي ، وهذا ما دعى المنظمة لتأسيس لجنة طوارئ لمقاومة مرض زيكا.
ينتقل فيروس زيكا عن طريق نوع محدد ومعين من البعوض يسمى الزاعج أو بعوض الحمى الصفراء (Aedes aegypti) والذي ينتشر في أمريكا الجنوبية ومناطق المستنقعات ، وقد تم اكتشاف المرض لأول مرة في الأربعينيات من القرن الماضي. أما بالنسبة لطرق انتقاله فلا يتم تناقل هذا المرض من إنسان إلى آخر، كون هذا الفيروس يحتاج الى ناقل ليصيب الإنسان وهو البعوض ، وهذا ما يجعل مقاومة المرض أسهل .
إن من أبرز أعراض الإصابة بهذا الفيروس هو الشعور بألم في العضلات والمفاصل ، وظهور الطفح الجلدي وأحياناً ارتفاع درجة الحرارة لمدة أسبوع .. ويمكن لهذه الأعراض التجاوب مع العلاج ، ففي بعض الأحيان قد تزول هذه الأعراض دون الحاجة إلى علاج كونه مرض فيروسي ، وهذا يعني أن بعض الناس قد يصابون به دون معرفة ذلك ، ولكن تكمن خطورته في انتقال الفيروس إلى السيدات الحوامل وخاصة في فترة الحمل الأولى ، والخطير في الأمر هو تأثيره على الأطفال أثناء الحمل ، إذ ان إصابة السيدات الحوامل به قد يسبب حدوث تشوهات للأجنة ، حيث تم ولادة 4100 طفل معاق في البرازيل يعانون من أمراض الدماغ ، وصغر حجم الرأس وهو ما يعرف بمرض الميكروسيفالي
(Microcephaly) والذي يؤدي إلى عدم نمو الدماغ .و الناجون منه يعانون من إعاقة دماغية وبطء في النمو .
لقد توفي حتى الآن حوالي 68 طفل بسبب هذا المرض ، كما يُعتقد بأن عدد الحالات المصابة بين المواطنين قد بلغت 4 مليون إصابة. وللأسف لا يوجد حتى الآن علاج شافٍ او لقاح لهذا الفيروس ، ولكن في هذه المرحلة يتم إعطاء بعض الأدوية للمصابين، والتي تقوم بدورها بتخفيف الأعراض كخفض درجة الحرارة وتسكين الآلام .
ومن جانبٍ آخر فإن من أهم أسباب انتشار هذا المرض مؤخراً هو إزدياد أعداد البعوض المسبب له نتيجة التحولات والتغيرات المناخية في المناطق الاستوائية ، حيث يُعتقد بأن نقل هذا البعوض تم عام 2014 أثناء بطولة العالم لكرة القدم ، وهذا ما يجعلنا الآن أكثر عرضةً للخطر وخاصة أن الألعاب الأولمبية لهذا العام سوف تُعقَد في ريو دي جانيرو في البرازيل أغسطس المقبل ، وستشهد تواجد وفود من مختلف بلدان العالم ، ولكن أكد المسؤولون بأن هذا البعوض لن يتواجد في فترة انعقاد الألعاب الأولمبية كونها ستتم في فصل الشتاء، وهذا يعني انخفاض أعداد هذا البعوض في هذا الفصل من السنة .
وقد أعلن السيد توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية بأن اللجنة سوف تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية اللاعبين من الإصابة بهذا المرض ، وتم التنويه إلى ضرورة استخدام مواد تمنع اقتراب البعوض من الإنسان كاستخدام كريمات خاصة، وحماية أماكن النوم من خلال استخدام ما يسمى بالناموسية ، كما وقامت الحكومة البرازيلية بنشر 220 ألف جندي للمشاركة في مقاومة ومكافحة هذا البعوض ابتداءً من 23/2 من هذا العام .