محاصيل ثقافة النكاية !!

تم نشره الأربعاء 03rd شباط / فبراير 2016 12:39 صباحاً
محاصيل ثقافة النكاية !!
خيري منصور

الأنكى من الجهل هو الوعي السالب والثقافة المضادة للحياة، ومنها ثقافة النّكاية التي جرّت علينا كعرب كوارث ما؛ من حاسوب ذكي يحصيها، وقد تجلّت بعد ان فاضت عن حياتنا الاجتماعية في السياسة وبالتحديد في التجارب البرلمانية، بحيث لم تعد المقارنة بين الجيد والأجود بل بين الرديء والأردأ، وقد فازت في بعض الاقطار العربية احزاب وتيارات سياسية بفضل النكاية ما دام الناخب يضطر الى اختيار طرف ما لمجرد انه خصم لطرف آخر . ولا تتضح رواسب وسيئات النكاية الا بعد ان تحقق هدفها العاجل والثأري، لان من قادته النكاية الى انتخاب من لا يريد يتورط باختياره وما من سبيل للتراجع او الاعتذار لأن الاوان يكون فات . لقد بدأت المسألة من جذر تربوي به خلل عميق، وهناك مثل شعبي نعفّ عن ذكره يتعلق بالطهارة يختصر الحكاية، ولثقافة النكاية وما تفرزه من انماط سلوك بشري انعكاسات بالغة الخطورة على الجيل الذي ينشأ وهو مشحون وممتلىء بأدبياتها . وان شئنا الذهاب الى ما هو أبعد في تحليل هذه الظاهرة، نقول: إنها ايضا من نتاج الثنائيات التي تتحكم بالذهنية العربية، والقول الشائع عن عدو عدوي هو حليفي ليس دقيقا الا بقدر انسجامه مع الفكر الثنائي الذي يخلو من الجدلية، فقد يكون للانسان عدة اعداء في وقت واحد، لأن اسباب العداء تتعدد، ومن كتبوا عن سايكولوجيا التخلف والقهر والزّجر توصلوا الى ان آفة هذه المحاصيل السوداء هي الاختزال والحكم بالجملة، لأن التفاصيل والفروق تتطلب درجة من الاستبصار لا يملكها المتخلفون الذين يعيشون تحت سطوة خانات يصنف فيها الناس الى انماط، لهذا لا يتردد المتخلفون في الحكم على شعب كامل من خلال فرد واحد منه تعاملوا معه، انهم كالعميان الذين يكون القطيع كله اسود امامهم . ومن نتائج ثقافة النكاية فوز احزاب وتيارات سياسية ما كان لها ان تفوز لولا شهوة الانتقام وتصفية الحسابات مع خصومها . اعرف ان السياسة وشجونها وبهلواناتها ابتلعت معظم مساحة الكتابة في العالم العربي، لكن ما يغيب عن ضحاياها هو انها مجرد افرازات لثقافة سائدة، وان لدينا من الظواهر الاجتماعية والنفسية ما هو اجدر واولى بالرّصد!!.

(الدستور 2016-02-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات