النفط والغاز والصراع في سوريا وعليها !!

تم نشره الخميس 04 شباط / فبراير 2016 01:21 صباحاً
النفط والغاز والصراع في سوريا وعليها !!
محمد كعوش

الذين يعرفون المبعوث الدولي دي مستورا يقولون انه جاد في مهماته وحياته ولا يبتسم عادة. ولكن المبعوث الدولي حاول في جنيف تجاوز هذه القاعدة فابتسم امام عدسات المصورين أكثر من مرة ، بهدف الايحاء بالتفاؤل، أو حقن مهمته بجرعة من الأمل بالنجاح، او الحد الادنى منه.

الحقيقة أن المبعوث دي ميستورا، يعرف أكثر من غيره مدى صعوبة مهمته التي تصل الى حد المستحيل، كما يعرف أن الحوار سوري - سوري، ولكن القرار ليس بيد من حضر، لأن كل الحلول مرتبطة باجندات اقليمية ودولية. وهو يتحرك بين غرف الفنادق وقاعات الاجتماعات مثل المكوك، رغم تقدمه في السن. يتحرك على وقع هدير الطائرات والمدافع التي غيرت الكثير من الحقائق والوقائع على الارض مؤخرا، وهذه المستجدات والتطورات المتسارعة في ساحة الاشتباك تزيد من قلق وفود المعارضة التي وصلت الى جنيف منهكة مثقلة بالهزائم في ساحة الصراع.

الحقيقة الاخرى أن وفود المعارضة التي تشارك في مؤتمر «جنيف - 3» لا تملك قرار وقف اطلاق النار من جانبها، ولا حتى هدنة قصيرة، لأنها تملك قدرات متواضعة في ساحة الصراع، والكل يعرف أن التنظيمات المسلحة المتطرفة، مثل داعش والنصرة وقوى أخرى، هي التي تملك القوة العسكرية الحقيقية، وهي التي تتقهقر اليوم في ارياف دمشق وحلب واللاذقية وحمص وغيرها.

والضربة التي قصمت ظهر المعارضة، والتنظيمات المسلحة، تتمثل في تدمير حقول وخزانات النفط التي سيطرت عليها مدة طويلة، والتي كانت تشكل المورد المهم في عمليات التمويل، اضافة الى التدهور المتواصل في اسعار النفط العالمي، وهو العامل الذي سيخفف أو يجفف مصادر التمويل الاخرى.

من يتابع تفاصيل المشهد السوري بمستجداته، لا يحتاج الى الكثير من العناء ليرى أن التحول في ميزان القوة العسكرية، ونضوب مصادرالتمويل، سينهك المعارضة المسلحة ويقودها الى طريق مسدود، وستكون مهمتها في النهايات القريبة البحث عن مخرج سياسي للخلاص، لأن توقعات الحسم العسكري أقرب الى الواقع من التوصل لحل سياسي للمسألة السورية في مؤتمر جنيف او اي عاصمة أخرى، الا اذا كان الغاز والنفط ومصالح الدول الاعظم تحتاج الى مزيد من الدم السوري، لأن سوريا، حسب قول أحد الكتاب، لا يحضرني اسمه الآن، هي مفتاح الزمن القادم، لأنها تشكل المركز الجغرافي الحتمي الضروري لعبور خطوط غاز الشرق الاوسط الى اوروبا.

واذا كانت روسيا قد كسبت الجولة الاولى بعودتها الى الشرق الاوسط، واقترابها بقوة من حقول الطاقة النظيفة، وبالتنسيق مع سوريا وايران، فالولايات المتحدة التي تراجعت خطوة الى الخلف، وتتظاهر بالتنسيق مع روسيا لحل المسألة السورية، قد لا تترك الساحة بسهولة، وهي منطقة نفوذها التي انسحبت منها نسبيا، بعدما تحولت الى دولة مصدرة للغاز، باكتشافها التقنيات اللازمة لاستخراج الغاز الطبيعي من مكامنه تحت الطبقات الصخرية. الاميركيون يعرفون أن هذه العملية مكلفة وغير مجدية مع تدهور اسعار البترول، لذك ستحاول الولايات المتحدة العودة الى المنطقة، التي لم تخرج منها بشكل كامل، الا أن عودتها ستكون هذه المرة، تحت عناوين وشعارات جديدة، ولكنها ستكون مكلفة للجميع.

(الرأي 2016-02-04)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات