الكاميرات في الأقصى
ليس جديداً على الكيان الإسرائيلي نقض الاتفاقيات، بل العمل على العكس منها، فنصف فلسطين ضاع في فترة الهدنة، والانسحاب من سيناء حمل معه البقاء في طابا سنوات وسنوات، وهناك العشرات من الأمثلة التي تؤكد أنّه لا عهد يمكنه أن يوقف حقارة العدو.
على هذه الأرضية، نفهم عرقلة تفاهمات الأقصى الأردنية الفلسطينية الإسرائيلية، بشأن نشر الكاميرات في باحات المسجد الأقصى، فهدف العدو من الموافقة عليها أصلا كان وقف الانتفاضة فحسب، وليس ضبط انتهاكات المتطرفين اليهود التي لم تتوقّف ولو ليوم واحد.
الآن، تُعلن تل أبيب أنّه ينبغي لها أن تشارك في التركيب، وفي المراقبة، وأن تنتشر الكاميرات داخل المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وهذه مطالبات تعرف مسبقاً أنّ الأردن لن يوافق عليها، وهكذا فستكون النتيجة نسف التفاهمات من أساسها، وكأنّ شيئاً لم يكن.
وزير إعلامنا محمد المومني بعث أمس رسالة صريحة تستنكر تمادي إسرائيل في اعتداءاتها على المسجد الأقصى، ومن المتوقع أن تخرج إلى العلن الخلافات حول الكاميرات قريباً، ولكنّ كلّ ذلك لن يردع العدو عن مواصلة انتهاكاته، والشيء الوحيد الذي يفهمه هو الانتفاضة ورفع كلفة احتلال الأراضي الفلسطينية.
(السبيل 2016-02-08)