هل تندلع حرب.. إقليمية ؟
![هل تندلع حرب.. إقليمية ؟ هل تندلع حرب.. إقليمية ؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/ec9c49c95989bf3185a263e202ed4d0e.jpg)
تتسارع الأحداث في المنطقة على نحو غير مسبوق، ان لجهة التوتر المتصاعد الذي تشهده علاقات دول الاقليم بعضها البعض، ام في شأن شعور بعض العواصم الاقليمية التي استثمرت في الأزمة السورية المتمادية الفصول منذ خمس سنوات، الكثير من الاموال والسلاح والأوراق, في رهان على تحقيق نفوذ طالما افتقدته او سعت اليه من جديد ...
ما علينا..
التراشق الاعلامي العنيف الذي تصاعد بعد انهيار محادثات جنيف 3 (رغم تجميلها بالقول انه تم تأجيلها حتى 25 الشهر الجاري) يشي بأن ثمة ما يمور تحت «سطح» الدبلوماسية والتحركات السياسية وتلك المُتسِمَة بالسرية, التي نشطت لتلافي حدوث ما لا يُحمد عقباه، بعد ان لفتت النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في ميادين المعركة ,وارتفاع اصوات مشبوهة في توقيتها واجندتها، تُحذِر من تدفق اللاجئين من مناطق مدينة حلب واريافها، ثم بروز معلومات مدعومة بالصور والمعطيات، تتحدث عن حشود عسكرية تركية على الحدود المشتركة مع سوريا تستعد لغزو الشمال السوري، ما أثار المخاوف باندلاع مواجهة عسكرية قد تبدأ بمناوشات خفيفة لن تلبث ان تتحول الى حرب مفتوحة، تُدرك اطرافها انها لن تكون سورِيّة تُرْكِية, لا عند بدء دوِيّ المدافع وبالتأكيد ليس في فصولها الأشد، حيث ستكون نهاياتها (ان نجح احد في وقفها) حاسمة، ولن تكون وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب، بل سيكون هناك من يرفع راية النصر ويقابله في الخندق الآخر, مَنْ يرفع الراية البيضاء ويعترف بالهزيمة.
تركيا.. المُتهَمة الرئيسية باشعال الأزمة السورية، وتدفق الارهابيين الى بلاد الشام, بدت مُحْرَجة, وحاولت نفي الخبر الذي أكدت موسكو صِحَته ومعطياته، ما لبثت (أنقرة) ان اعترفت, وإن في شكل خجول ومنافق، أنها إن «فكّرَت» في خطوة كهذه، فلن تُقْدِم عليها إلاّ بالتنسيق مع «الحلفاء».
البعض يرى ان الحشد التركي على الحدود مع سوريا، هدفه «التدخل» في سوريا, عبر الحدود التركية وليس من اي جهة حدودية اخرى مع سوريا، وهو يؤشر على رغبة انقرة في وضع حد للتقدم الميداني الذي يُحرِزه الجيش السوري وحلفاؤه بدعم جوي روسي مُعلَن ومُكَثّف، ما يعني أن «المواجهة» ستكون حتمية, كون «الخنادق» متقابلة وأرض المعركة ستكون حلب واريافها، لأن سقوط شرق المدينة الذي تفرض الجماعات الارهابية سيطرتها عليه, بعد ان سقطت ارياف المدينة (إلاّ القليل من قراها) يعني اغلاق الحدود نهائياً مع تركيا وتجفيف منابع التسليح والامداد البشري واللوجستي، ما يؤشر الى ضربة أقرب الى ان تكون قاصمة للمُسلَّحين، ولا تعدو اي أهمية استراتيجية تُذكر لباقي «الجيوب» التي تسيطر عليها, سواء في الجنوب «درعا والقنيطرة» ام على الجبهة الشرقية حيث الرقة ودير الزور.
هي الحرب الاقليمية إذاً... التي لا يمكن تفاديها, إلاّ إذا تراجعت حدة التوتر وانحسر التراشق الاعلامي والتهديدات المُتبادلة بين عواصم الاقليم .
(الرأي 2016-02-08)