حول التدخل البري السعودي التركي في سورية

التنسيق التركي/ السعودي للتدخل البري في سورية بلغ ذروته فالمقاتلات الحربية للرياض حطت في اكبر قاعدة جوية بالشرق الاوسط في تركيا (انجريليك) كما قام الجيش التركي بقصف مواقع للاكراد والنظام السوري والمؤشر ان الحرب اذا ما اشتعلت فانها لن تبقي ولن تذر , وفي هذا نقرأ الاتي :
> المتحدث باسم الخارجية الامريكية دعا تركيا الى وقف قصفها للاكراد والنظام السوري معا وهو بذلك يقول ان اي تدخل عسكري بري سعودي تركي في سورية ليس مرحبا به واننا لن ندخل الحرب ولن نوفر الغطاء للراغبين بدخولها . بعبارة اخرى فان الناتو بقيادة امريكا سوف يترك تركيا لمصيرها اذا دخلت سوريه وبمواجهة ايران وروسيا .
اي تدخل تركي سعودي الى سوريه لمحاربة داعش او النظام السوري او ايجاد ملاذات امنه بالعمق لمنع تصفية المعارضة المسلحة دون غطاء سياسي وامني امريكي فان نهايته الفشل وان الكارثة قد تنتقل من سوريه الى تركيا وبعبارة اوضح فان فرصة هزيمة اردوغان تركيا واقامة دولة للاكراد تبدو اكثر واقعية بعد نشوب الحرب .
> انقرة محاطة بالاعداء من كل الجهات .. روسيا ايران العراق وسوريه , ولا يوجد لها سوى بوابة اوروبا, ومحاولات زجها بالحرب البرية دون ادراك طبيعة التحالفات العسكرية ودون الاتعاظ ببدايات التدخل في سوريه لصالح المعارضة وما آلت اليه الامور يعني ببساطة ان ساسة الحكم قرروا الانتحار وان الازمة السورية ستفيض على تركيا باللعنة ذاتها بما يعني تهيئة العالم لقبول دولة للاكراد وربما دولة اخرى للاجئين وعلى حساب الجغرافيا التركية والعراقية والسورية ولا نستبعد الايرانية ايضآ . ولكن حصة الاسد ستكون من تركيا المهزومة .
> حسابات الميدان في سوريه ليست كحسابات البيدر التركي المعروف . فالميدان به تحالفات عسكرية صلبة ما بين ايران والنظام السوري وحزب الله ونظام بغداد والغطا'ء الدولي من روسيا. وهذا التحالف هو الذي انقذ دمشق من السقوط, وهو اي هذا التحالف ما زال متماسكا ويزداد قوة, وبالطرف الاخر فان التحالف السعودي التركي ليس له غطاء دولي سوى امريكا ( وعريان من يحتمي بها في عهد ادارة اوباما على الاقل ) التي تتنصل تدريجيا من تبعات الحرب البرية في سورية خوفا من الكارثة وملاقاة الروس في حرب عالمية غير مضمونة النتائج .
التدخل البري في سوريه محفوف بالمخاطر , والاطراف المتصارعة فقدت معظم اوراقها السياسية بسبب وجود جماعات متشددة امثال داعش والنصرة , وتركيا محاصرة بالاعداء وما يجري يمهد لتوريطها بحرب مع روسيا وربما ايران والنتائج كارثية على الشرق الاوسط كله والمحصلة ان اللاعبين الكبار يتطلعون لاحراق الجميع وضمان مصالحهم في المنطقة .

(المصدر: الديار الأردنية 2016-02-14)