روسيا وتركيا .. الى اين ؟

تم نشره الثلاثاء 16 شباط / فبراير 2016 01:11 صباحاً
روسيا وتركيا .. الى اين ؟
محمود الخرابشة

تشير معظم التصريحات لكبار المسؤولين الروس والاتراك على ان حالة العداء القائمة بسبب الازمة السورية مرشحة الى التصعيد , وهناك من يرى ان الحرب ضرورية فيما يرى اخرون ان كل ما يجري هو طحن في الهواء . فالزعيمان فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان غير معنيان بالمواجهة بقدر ما يعنيهم الحديث عن انتصارات وفي هذا نسجل الاتي : > بوتين اتهم عدة مرات تركيا بدعم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) واتهمها بالتجارة معها عبر استيراد نفطها وذهب ابعد من هذا بقوله ان التمويل يتم من خلال عصابة اردوغان , وكانت هذه التصريحات بمثابة النار التي تخبو تحت الرماد بانتظار لحظة الانفجار , > اردوغان من جانبه اتهم روسيا بالانحياز للنظام السوري وانها تعمل على ابادة التركمان والمسلمين السنة وذهب بعيدآ في تحديها عندما امر باسقاط طائرة سو 24 ورفض الاعتذار عن ذلك , وما بعد اطلق تصريحاته النارية وذهب الى الناتو محاولا استعطاف حلفائه الاوروبيين الذين جاملوه بعبارات التنديد , فيما الامريكيون كانوا اكثر وضوحا عندما طالبوه بوقف استفزازاته. وجا'ءت مشكلة اعزاز تل رفعت حيث خط الامداد الرئيسي التركي لحلب, واشتدت المعارك حوله ورد دون استشارة حلفائه بالناتو بقصف قوات النظام السوري والاكراد وطردهم من المنطقة معلنا انه لن يسمح باغلاق هذا الممر الانساني الى حلب . > بوتين كشخصية استخباراتية عنيد ومغرور بالقوة وتدفعه عظمة امبراطورية روسيا الى الشرق ولا يرى في اوروبا وزنا او امريكا ندآ له رغم انه يسعى الى تحييدها , ويمارس شهوته بالسلطة وراغب على اعادة امجاد امبراطوريته البائدة , ولديه جنون العظمة بعد ان اخذ تفويضا من مجلس الاتحاد الروسي باستخدام السلاح النووي لمواجهة امريكا واوروبا حال تدخلهم في ازمة جزيرة القرم. وبكل الاحوال فهو يدرك طبيعة خصومه ويتلذذ بابعادهم عن اهدافهم . اما الرئيس اردوغان فهو شخصية متهورة وذو خلفية دينية معتدلة ولديه احلام باعادة امجاد امبراطورية اجداده من الشرق عبر البوابة السورية , ولا يستطيع المقامرة لوحده بتحدي الروسي في حرب شاملة , فالمعادلة باختصار ليست لصالحه . تركيا وروسيا ذاهبتان الى التصعيد السياسي والامني دون رغبة في الاشتباك, وبوتين لديه احلام ولا يستطيع انتزاعها دون ثمن , واردوغان لديه ذات الاحلام لكنه ضعيف امام الاخرين, ويبقى السؤال هل سيصار الى دفع الطرفين الى حرب محدودة تفضي الى نتائج كارثية .. وهل يمكن السيطرة عليها , وما هي النتائج التي سيحصل عليها المنتصر وما هي نهاية المهزوم... وهل يمكن ضمان خرائط الشرق ان تبقى ضمن المخططات الغربية والامريكية ! .. هذه الاسئلة وغيرها تجيب عليها الايام القادمة . 

(المصدر: الديار الأردنية 2016-02-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات