روسيا وتركيا .. الى اين ؟
![روسيا وتركيا .. الى اين ؟ روسيا وتركيا .. الى اين ؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/5fb41fb50fc8743978b6245cce9f2977.jpg)
تشير معظم التصريحات لكبار المسؤولين الروس والاتراك على ان حالة العداء القائمة بسبب الازمة السورية مرشحة الى التصعيد , وهناك من يرى ان الحرب ضرورية فيما يرى اخرون ان كل ما يجري هو طحن في الهواء . فالزعيمان فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان غير معنيان بالمواجهة بقدر ما يعنيهم الحديث عن انتصارات وفي هذا نسجل الاتي : > بوتين اتهم عدة مرات تركيا بدعم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) واتهمها بالتجارة معها عبر استيراد نفطها وذهب ابعد من هذا بقوله ان التمويل يتم من خلال عصابة اردوغان , وكانت هذه التصريحات بمثابة النار التي تخبو تحت الرماد بانتظار لحظة الانفجار , > اردوغان من جانبه اتهم روسيا بالانحياز للنظام السوري وانها تعمل على ابادة التركمان والمسلمين السنة وذهب بعيدآ في تحديها عندما امر باسقاط طائرة سو 24 ورفض الاعتذار عن ذلك , وما بعد اطلق تصريحاته النارية وذهب الى الناتو محاولا استعطاف حلفائه الاوروبيين الذين جاملوه بعبارات التنديد , فيما الامريكيون كانوا اكثر وضوحا عندما طالبوه بوقف استفزازاته. وجا'ءت مشكلة اعزاز تل رفعت حيث خط الامداد الرئيسي التركي لحلب, واشتدت المعارك حوله ورد دون استشارة حلفائه بالناتو بقصف قوات النظام السوري والاكراد وطردهم من المنطقة معلنا انه لن يسمح باغلاق هذا الممر الانساني الى حلب . > بوتين كشخصية استخباراتية عنيد ومغرور بالقوة وتدفعه عظمة امبراطورية روسيا الى الشرق ولا يرى في اوروبا وزنا او امريكا ندآ له رغم انه يسعى الى تحييدها , ويمارس شهوته بالسلطة وراغب على اعادة امجاد امبراطوريته البائدة , ولديه جنون العظمة بعد ان اخذ تفويضا من مجلس الاتحاد الروسي باستخدام السلاح النووي لمواجهة امريكا واوروبا حال تدخلهم في ازمة جزيرة القرم. وبكل الاحوال فهو يدرك طبيعة خصومه ويتلذذ بابعادهم عن اهدافهم . اما الرئيس اردوغان فهو شخصية متهورة وذو خلفية دينية معتدلة ولديه احلام باعادة امجاد امبراطورية اجداده من الشرق عبر البوابة السورية , ولا يستطيع المقامرة لوحده بتحدي الروسي في حرب شاملة , فالمعادلة باختصار ليست لصالحه . تركيا وروسيا ذاهبتان الى التصعيد السياسي والامني دون رغبة في الاشتباك, وبوتين لديه احلام ولا يستطيع انتزاعها دون ثمن , واردوغان لديه ذات الاحلام لكنه ضعيف امام الاخرين, ويبقى السؤال هل سيصار الى دفع الطرفين الى حرب محدودة تفضي الى نتائج كارثية .. وهل يمكن السيطرة عليها , وما هي النتائج التي سيحصل عليها المنتصر وما هي نهاية المهزوم... وهل يمكن ضمان خرائط الشرق ان تبقى ضمن المخططات الغربية والامريكية ! .. هذه الاسئلة وغيرها تجيب عليها الايام القادمة .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-02-15)