لعنة « الفلانتاين»
![لعنة « الفلانتاين» لعنة « الفلانتاين»](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/bae24204deeb77a39337fd1fc560a4b2.jpg)
أصابتني أمس الاول، لعنة» الفالنتاين». صحيح أنني كائن لا أُؤمن بهذه « الخزعبلات» مثل « الحسد»،يعني « الناس رح يحسدوني على ايش؟اصلع وطفران! كنتُ ارتدي «بلوزة حمرا»،مثلما افعل كل يوم 14 من شباط وهو بالمناسبة الشهر الأغبر الذي ولدتني أُمي في بدايته. وبعد انهيتُ «دوامي» قفزتُ الى الباص المتجه الى «صويلح».كنتُ انظر الى طلبة الجامعة الاردنية من نافذة الباص. فلم اجد أية مظاهر ل» الفلانتاين».حتى الفتاة الوحيدة التي كانت تجلس في المقعد المجاور،كانت تتأملني باستغراب. ربما كانت تقول في بالها»مين هالختيار المجنون اللي لابس بلوزة حمرا»؟ تجاوزتُ نظراتها،وطلبتُ من « الكونترول» ان ينزلني عند «جامع الجامعة الاردنية» لأُكمل مشواري الى بيتي عبر « البوابة الشمالية» وصولا الى «اشارات دوار المَنْهَل». كانت بعض المحال المجاورة للجامعة الاردنية من الجهة الغربية،تضع «دباديب حمراء»،لجذب الزبائن من الطلاب والطالبات. لكن اغلب الطلبة من الصبايا والشباب كانوا متكدسين حول « المطاعم» و» الكوفي شوبات»». وكان ثمة طالبات» ينظرن اليّ باستهجان مصحوب بالدهشة.لم احفل بهن.فأكبرهن من جيل بناتي وانا رجل أعرف» فريستي جيدا». باغتتني زوجتي برسالة»جيب بندورة صلبة». حفظتُ المطلوب. وتابعتُ سيري. صادفتُ في الشارع فتيات ورجالا واطفالا متسربين من «الروضة»،ولم يكن ايّا منهم جميعا يرتدي قميصا او بلوزة او جاكيتا « أحمر». إّذن،كنتُ « الأحمر» الوحيد في الشارع. وصلتُ محل الخضار. اشتريتُ 2 كيلو بندورة حمرا وصِلبة. وكانت حبّات البندورة «بتخايل بلونها الاحمر في كيس نايلون شفّاف». رمقني عدد من زبائن « المخبز»،بنظرات أظنها تحمل علامات التعجّب. هل كنتُ الوحيد الذي «احتفي بعيد الحب»،أم أن الحكومة «منعت» ارتداء» الأحمر» وانا لا أعرف؟ وصلت البيت،مغسولا بعيون الحاسدين،وضعتُ حبّات البندورة في «صحن» كنتُ استعد لعمل» سلَطَة». اختفى» النّت» من البيت. وانتهت علاقتي بأصدقائي،وبالطبع صديقاتي على « الفيس بوك» و» الواتس أب». شعرتُ أن «اللعنة اصابتني» ربما لأنني «نسيت» أن أحضر لزوجتي «وردة حمرا». نسيت،شو اعمل...؟ راحت الساعات وبقي « الموبايل» بجانبي مثل»جثّة هامدة» وكما يقول اهل الشام» لا من تمّه ولا كمّه». الغريب،أن «النت» غاب عنا جميعا في البيت باستثناء»موبايل زوجتي». حاولنا عبثا إعادة» النت»،.. وحدها زوجتي كانت «سعيدة»،وكنتُ كلما رنّ هاتفها ب»رسالة فيس بوك» اصرخ قائلا» الدنيا حظوظ». وهي ترد» النت بيجي حسب النوايا». كان لازم حدا يذكرني أجيب وردة حمرا لزوجتي كان لازم أنسى؟ عليّ اللعنة!!
(المصدر: الدستور 2016-02-16)