خطبة الجمعة المقترحة : الثورة العربية الكبرى
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 19/2/2016 م ، والتي حملت عنوان : " الثورة العربية الكبرى نهضة ورسالة " .
وتاليا محاور الخطبة :
• الهاشميون على مر التاريخ هم حملة رسالة الإسلام يدافعون عنه وينافحون عن حياضه، رفعوا الراية واحتضنوها جيلا بعد جيل، فها هو ثرى أحد ومؤتة والقدس وغيرها من معارك الشرف والبطولة خير شاهد على بطولاتهم وتضحياتهم وسعيهم في مصالح الأمة ، فهم ذرية بعضهم من بعض ورثة رسالة ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام ، قال الله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) ) سورة البقرة .
• إن دور الهاشميين أكده النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال : " يا أيها الناس: إني تركت فيكم من ]ما[ إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ، وفي رواية : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ؛ كتابُ الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهلُ بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " رواه الإمام الترمذي في السنن .
• الثورة العربية الكبرى كانت امتداد لهذه الرسالة ولم تكن ثورة على الخلافة الإسلامية بل كانت ثورة ضد الظلم والطغيان الذي مارسته فئة سيطرت على مقاليد الدولة العثمانية وسخرتها لتحقيق سياستها التي نتج عنها تدهور الأوضاع في البلاد العربية ، مما أدى إلى ارتفاع الأصوات التي تنادي بالإصلاح واستعادة الأمة لتاريخها المجيد ومكانتها اللائقة بها، ومن هنا تنامى الشعور بالهوية العربية والطموح بالاستقلال، إلا أن ذلك قوبل بقرارات جائرة وأعمال لا ترمي في مصلحة الأمة ومنها :
- منع استخدام اللغة العربية ومحاربتها .
- التنكيل بالرجال العرب كما فعل جمال باشا السفاح الذي أعدم العشرات من القيادات العربية .
- أدخلت المنطقة العربية في الأمية والجهل والمرض فكان يقصد بأن لا تبنى المدارس والمستشفيات فانتشرت الأمية وقلَّ التعلم وعمت الأمراض وانتشرت الأوبئة ومات كثير من الناس.
- استغلت شباب العرب في حروبها ضد الكثير من الدول وتحالفت مع ألمانيا في حروب نبه إلى نتيجتها الشريف الحسين بن علي بأنها لن تجرَّ على الأمة إلا الدمار وتمكين الاستعمار.
• لم تكن الثورة العربية تعاونا مع الإنجليز .. بل كانت طريقا للاستقلال ونيل الحرية ، واشترط الشريف الحسين على الإنجليز والفرنسيين إعطاء الاستقلال للعرب وإنشاء الدولة العربية الكبرى التي تشمل بلاد الشام والعراق والحجاز وبما فيها فلسطين والقدس .
• النهضة العربية الكبرى أحيت الأمل في النفوس .. كما جاء في الحديث الشريف : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " رواه الإمام أبو داود في السنن، حيث حملت على عاتقها تأصيل الحداثة وتحديث الأصالة ، كما أنها دعت من ناحية أخرى إلى ترسيخ مفهوم المواطنة من خلال ميثاق شرف يعبر عن المواطنة العربية في إطار من الحقوق والواجبات وبيان المسؤوليات للأفراد والجماعات بأبعادها المتكاملة وبمعناها الشامل .
• لقد استشرف الشريف الهاشمي الحسين بن علي رحمه الله تعالى ما يقبل عليه العالم من متغيرات في أواخر القرن التاسع عشر وما كانت تقبل عليه الأمة من نهضة في ظل تطور متسارع الذي يرافقه نهضة فكرية وسياسية وتحولات جذرية في العالم العربي والإسلامي بخاصة والعالم كله بعامة ، وما كان الشريف الحسين بن علي ومعه من الأحرار العرب لينتظروا ما ستؤول إليه الأمور، بل كان هناك تواصل وسلسلة من المراسلات للتنبيه إلى خطر المرحلة القادمة وما يرافقها من نتائج تمس البلاد وحياة العرب والمسلمين، وحيث لم تكن هناك استجابة ؛ كان لا بد للعرب في أن يفكروا بمستقبلهم والتخطيط له على ضوء الاحتمالات القادمة، التي ستكون سيئة ووبالاً على الأمة إذا لم يكن هناك إجراء عاجل وخطوات حاسمة في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان.
• لقد كانت مطالبة الحسين بن علي قبل اعلان الثورة العربية الكبرى المحافظة على الاراضي العربية من الضياع ان كان في العراق او سوريا او لبنان او الاردن او فلسطين واعلان دوله عربية اسلامية فيها .
• إن النهضة العربية الكبرى هي الرسالة التي يحملها الأردن ، وقد صمم على الدفاع عن مبادئها لأنها عربية أصيلة نقية بقيادة هاشمية من آل البيت الأطهار الذين هم أمل الأمة ومحط الأنظار في أن يتحقق على أيديهم وحدة الصف والأمن والاستقرار والرقي والحضارة لهذه الأمة بإذن الله تعالى، قال الله تعالى : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) سورة التوبة (105) .