ميدان حلب أفشل مشروع التفكيك ..

تم نشره الإثنين 22nd شباط / فبراير 2016 12:41 صباحاً
ميدان حلب أفشل مشروع التفكيك ..
محمد كعوش

الواقع الميداني الجديد في المشهد السوري أقلق البعض وأربك البعض الآخر في خندق المعارضة ، لأن العمل العسكري للجيش السوري تقدم على مؤتمرات الحوار ورماها خلفه . وفي ظل الواقع الجديد لم يعد هناك المزيد من الوقت ، ولا المزيد من المساحات الريفية الخاضعة لسلطة وسيطرة التنظيمات المسلحة ، التي وصلت الى نهاية الطريق ، بعدما دخل الصراع مرحلته الحاسمة الاخيرة ، ان لم نقل ساعاته الاخيرة .

هناك قول شعبي يردده فلاحو بلادنا يقولون لمن ياتي متأخرا ، وبعد اضاعة الفرصة : « طارت الطيور بأرزاقها « . والثابت أن المعارضة اضاعت اكثر من فرصة ، ولم يعد الوقت يسمح بمناورات جديدة ، ولا حاجة لأي تدخل عربي أو اقليمي او دولي لهزيمة داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى . لذلك ارى أن من يقترح وقف القتال الآن ، أو انشاء منطقة عازلة ، أو منطقة حظر جوي ، يريد القاء طوق النجاة للتنظيمات الارهابية التي لجأت الى الحدود التركية .

المتابعون لتطورات المشهد الميداني لا أحد يراهنون على توسيع الحرب ، او التصعيد العسكري ، أو تسخين الجبهة السورية الشمالية ، ،أو تحويل المشكلة الى حرب اقليمية ، وهو أمر غير مقبول ، خصوصا بعد نجاح الضربة الحاسمة القاسمة الموجهة للتنظيمات المسلحة في حلب وريفها ، التي اسقطت مشروع تقسيم سوريا على قاعدة طائفية وعرقية .

وما يهمنا كأمة عربية ، في المقام الاول ، الحفاظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا . وفي هذه المرحلة التاريخية الحاسمة ، ياتي موقف القيادة في مصر ليعزز هذا الهدف ، فالرئيس السيسي قال في حديثه لمجلة « جون افريك « ان موقف مصر حول الازمة السورية ثابت ، وهوالداعي الى حل سياسي سلمي للنزاع ، والحفاظ على سلامة الاراضي السورية ، وعدم السماح بانهيار مؤسسات الدولة .

الحقيقة أن عدم مشاركة مصر في خطة التصعيد العسكري في سوريا خطوة مهمة ، لأن مصر هي الدولة العربية الاكبر ، وبمشاركتها تشكل الغطاء السياسي والمعنوي والشرعي لأي مبادرة سياسية او حملة عسكرية عربية . لذلك سقط الرهان لاسباب عديدة ، اولها أن مصر لا يمكن أن تكون في خندق واحد مع تركيا ، وهي التي تشن حملة اعلامية وسياسية ضدها ، وتشارك في دعم المعارضة المسلحة ضد الدولة والشعب في مصر، اضافة الى انها تقدم الدعم السياسي والاعلامي والعسكري للمنظمات المسلحة المتطرفة في سوريا .

والاهم من كل ذلك ، هو أن مصر قيادة وحكومة وشعبا لا يمكن أن تقبل ، وفي أي عهد ، أن يشتبك جيشها الثاني والثالث مع الجيش السوري الذي هو الجيش الاول منذ قيام الجمهورية العربية المتحدة .

ولكن رغم كل هذه التطورات الميدانية ، يجب أن يكون الحل السياسي هو الحل الجذري المقبول للمسألة السورية . فالقيادة السورية تعرف أن عقارب الساعة لا ولن ترجع الى الوراء ، وأعني ، الى ما كانت عليه قبل الصراع . لذلك يجب انهاء الصراع ووقف القتال ، ولكن بعد القضاء على التنظيمات الارهابية أولا ، وبعدها الانتقال الى تحقيق المصالحة الوطنية ، ومشاركة كل الاطراف والاطياف السياسية ، وفي مقدمتها المعارضة السياسية الاصلاحية ، في عملية بناء المؤسسات ، واعادة اعمار سوريا ، وصياغة مستقبلها الجديد

(الرأي 2016-02-22)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات